مجاعة
مجاعة ..لا ترتجف لها الأفواه.. والبطون..
. أو يلمع الحرمان ..في مقل العيون..
.لا تغيب في حضرتها ..
موائد الطعام.. والشراب..
لايسيل فيها من الجوع مر اللعاب..
لم تتدفق من وقعها دموع طفل ..
يستجدي العطاء..
مجاعة ..لا تجف لها جلود ..الصبايا ..
والفتيان..
وأي مجاعة تلك!! التي تغض بجورها،
بشرة الناس !! وتقيم العجائز ..والصبيان
والثمار قطوف تدنيها المواسم ..والأغصان!!
مجاعة!!
أي مجاعة ؟؟والينابيع تفجرها آلاف العيون!!
مجاعتنا الكبري..
لا من قلة مأكل ولا شراب نشتكي!!
بل نشكو الأخلاق عند ضريحها .. جوعنا..
للإنسانية المقتولة في القلوب.. نبث ظمأنا..
وكيف يخلع الناس ..جلودهم الجديدة..
قلوبهم البالية..والألسنة السليطة..
كيف تتبدل ..وجلدة الإنسان القديمة..
في كل يوم تهرأ..تتهدل ..
وأبحث في أعماقهم عن الإنسان..
حين يرتدي سليقته..و سجيته..
أبحث عن قلب اليمام ..عن طير السلام..
لا أجد سوى ..الجوارح ..والنسور ..
مجاعة!!
بها أجدبت أخلاقنا..فصارت الدنيا قبور..
ورأيت الموت في ظلّ الحياة يمشي..
على قدم الحداد.. يجوس في قلب البلاد..
لا يترك الشيب النبيل لشيبه..
لا يترك الدمى تلهو بها البنات..
لا يترك اللعب.. بأحضان الأولاد..
يمحو تواريخ الأمم..يجمع جماجم العباد..
في حقل المقاصل..و اليباب..
يجوس فتصرخ الرياض ..
يدوس فتموت الحياة..و ينتحر الميلاد..
ولمن أبث أسراري ؟؟ وأنشر كل أفكاري؟!
..لمن أكتب وصيتي!؟..
من يجمع الإنسان من ذاك الوجود؟
..من يفِي ؟؟في زمن الخيانة ..
بتلك التي نسميها عهود ..
..حين يفسدها القريب.. حين ينقضها..
ومقاربة الفؤاد.. بين القريب.. والغريب
.. وابتسامات العدو ..وغلظة الخوف..
في قلب الحبيب ..كيف أعقدها..؟
كنا نقيم للخصام شعائر ..في ثلاث..
لا تزيد عن أيام ثلاثة..
.. تكفي لكي يذوب الجليد ..
وسور الحديد الذي نما ما بيننا ..
يغدو بنا الوصال الشديد..شديد،
وألف عيد ..للحب واللقاء ..
كان يجري في الدماء..
حين كان الموت أهون ..من مصافحة الفراق..
وها نحن.. يمر عيد وراء عيد..
وكيف لنا ؟؟ ألا نستحي.. فنسمّيه عيد!!
والناس تشيد أسوارا ..للبغض ..والعداء..
وتشدّ على أيدي الخصومة..
ومن الأرحام تستأصل ..أحبال الوريد..
وجلست أبحث..وأبحث عن رسالة..
لا تبعث في بريد..
وأبث خلالها ألمي..وكل الأسئلة..
ورُحْت أبحث ..وأبحث ..
في الناس عن أقرب وريد ..لأحقن الرسالة..
وأضخ الأسئلة..
وصلني الرد مسرعا!! حدثوا الإنسان!!
وحين حدثوه صارت ..معضلة ..مشكلة..
ولم تكن ثمة حلول..
كل الحلول باتت.. مخجلة..
فلن يصير النسر.. رمزا للحب ..و السلام..
ولن تصبح الحمائم زاجلة..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|