رد: ثمن الشرف في زمن الفساد...
أستاذنا الكريم .محمد توفيق الصواف ..إنها رائعة وأكثر..مؤلمة.. وأكثر ..وأثناء قرأتها ..كنت على يقين بواقعيتها..لكأن كاتبها هو صاحبها ..كتبت..فأبدعت..وأقنعت..وربما بنفس المشاعر التي مرت بالكثيرين دون أي إختلاف.. ومن المؤكد مر ملايين المعتقلين ..منذ القدم ..إلى يومنا هذا بنفس الأحداث بل وأكثر .. لكن سرعان ما تبادر لذهني ..لحظة قرأتها..الضعف الشديد ..الذي أحاط بالرجل..والوهن الذي ألم به ..وتذكرت على الفور كل الآيات ..والأحاديث ..التي جاءت تحض على الجماعة ..والجمع ..والترابط..ونظرت فوجدت الرجل يواجه مأساته وحيدا..يحدث ذاته فتارة يثنيها للباطل ..وتارة يشدها للحق .. لا أحد يشد أزره ..سوى ذاته ..وكيف ذلك .. وقد خلق الإنسان ضعيفا.. وتذكرت حالنا ..في ظل فرقتنا الحالية..في الملة الواحدة .. وفي البلد الواحدة وفي العائلة الواحدة ..وربما في الأسرة الواحدة ..إلى أن إمتدت الفرقة ..لغربةالإنسان عن نفسه ..فلا تكاد إجتماعاتنا تقتصر على حتمية العزاء في المآتم ..وربما في حفلات الأعراس ..وتلك الأخيرة نادرة..الجميع يلهث في الحياة وحيدا..لا يفكر ..ولا يشغله ..سوى ذاته ..وليس مجبر على تلك الوحدة ..بل رغبة فيها ..مدعيا ..إراحة الرأس..فصار جميعنا ضعيفا لا حول له ولا قوة ..يتحسر ويهجو الزمان ..على ما إقترفت يداه..فماذا لو إعتصمنا جميعا بحبل الله ..وكانت لنا كلمة واحدة ..ورأي واحد ..وأودعنا حقيبة الخلاف جنبا..وعدنا إلى سجادتنا الأولى..التى إجتمع عليها من قبل أجدادنا الكرماء ذوات العزة ..والكرامة..والإباء.. لكم تحسرت على ذلك الرجل ..وأمثاله ..الذين في مثل حاله اليوم ..ولكم تحسرت علينا ..صرنا غثاء كغثاء السيل ..كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. الذي ما ينطق عن الهوا ..أسأل الله أن يعزنا بما أعز به أجدانا ..وأن يهدي المسلمين والمسلمات ويعز الإسلام..بهداةالمسلمين..إنه ولي ذلك والقادر عليه..شكرا لك أستاذنا الفاضل..وبكل التحية والتقدير تقبل مروري.
|