12 / 09 / 2016, 15 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
أضحى مبارك وكل عام وأنتم وأوطاننا الجريحة بألف خير--مؤسسة نور الأدب- هدى الخطيب
https://www.youtube.com/watch?v=egAV_U1KHYs
[align=justify] لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والمُلك لا شريك لك..
لبيك ربّي وإن لم أكن بين الزحام ملبية.. لبيك وإن لم أكن بين الحجيج ساعية..
لبيك ربّي مع كل نفس يدخل الصدر.. نشهد بوحدانيتك وعبوديتنا لك وحدك مع كل طرفة عين.. تسبّحك وتشهد ألاّ إله إلا أنت وتستغفرك كل قطرة دم تسيل في شراييننا .. لبيك لا إله إلا أنت سبحانك وإليك المصير..
اللهم تقبل من عبادك وإمائك الصالحين مناسكهم وتقبل منا حج الروح والقلب والجوارح إليك في كل لحظة.. نحمدك ونشكرك ونتوكل ونثني عليك سبحانك لا إله إلاّ أنت وحدك الحيّ القيوم رحيم الدنيا والآخرة.. سبحانك..
السيدات والسادة الكرام..
كل عام وأنتم بألف خير ..
يهلّ علينا العيد بما يحمل من معاني التضحية وعمق الإيمان، تضحية إبراهيم عليه السلام وعلى نبينا وأنبياء الله أجمعين..
سيدنا إبراهيم يقدم إبنه الذي انتظره طويلاً أضحية امتثالاً لأمر الله عزّ وجل – والإبن - سيدنا اسماعيل يشجع والده على ذبحه امتثالاً لأمر الله سبحانه، لكن الله الرحمن الرحيم كان أرحم باسمعيل من نفسه ومن والده، وهو بنا رؤوف رحيم..
يأت هذا العيد مجدداً المسلمون فيه بأسوأ حال ، دمائهم تسيل أنهاراً مشتتون وبلادهم مهدّمة مستباحة والعالم كله يضحي بهم .. ليس لدينا أدنى شك بالظلم الذي يقع علينا والحرب العالمية الموجهة بحقيقتها ضدنا، ولكن ماذا عنا نحن، وهل ما زلنا خير أمةٍ أُخرجت للناس؟؟!
يقول الله سبحانه : إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11}
إذا كان الدين الأخلاق وإذا كان المسلم خُلُقه القرآن فكيف نحن في هذا الزمن؟!
هل نشعر ببعضنا البعض وهل يرحم كبيرنا صغيرنا وشبابنا شيوخنا وقوينا ضعيفنا وغنينا فقيرنا؟؟!
هذا الموضوع طويل وجارح، ونحن إلّا من رحم ربّي نقوم بمجرد ممارسة طقوس وفهم سطحي للدين بعيداً عن الجوهر وروح الدين، فلو استشهدت بالمسلمين في كندا- والمهاجر سفير- أجد غصّة مرّة في صدري ونحن نقدم أسوأ ما لدينا!!..
- بين الجاليات تجد الجاليات الإسلامية – أسوأها – كل الجاليات تدعم أي ناجح فيها ، إلا نحن العرب والمسلمين، بشكل خاص، تجد الغيرة والحسد والتشكيك بالناجح وتسويئ سمعته والنيل منه، و معاول الهدم تنهال عليه لمجرد أن نجح فيما فشلوا فيه إلخ...
- أكثر جالية تمارس الإحتيال على الحكومة لكسب بعض الفوائد المادية والتهرب من دفع الضرائب إلخ..
- لو أجرى محلٌ ما تخفيضات على الأسعار تجد النساء في جاليتنا يصطحبن أولادهن الصغار ، وينتشرن وكأنهن عاصفة عاتية.. الأولاد يصرخون ويبكون بأصوات مرتفعة ولا من يردعهم عن التخريب، بل الكبار ليسوا أفضل حالاً يفتحون كل علبة مغلقة ولا يعيدون ما بداخلها وينزلون كل معلق على الأرض ولا يتركوا المحل في النهاية إلا بفوضى عارمة، وبقية الناس ينظرون إليهم شذراً!.
- مجرد مثل- الحكومة الكندية فتحت باب اللجوء لضحايا الحرب من المشردين، ومنحت المساجد أسوة بالكنائس حقّ تسجيل طلبات اللجوء وتقديمها ، فما كان من كثر في جاليتنا العظيمة إلا أن اعتبروها تجارة وباب رزق، وبدؤوا بنهب المساكين أصحاب طلبات اللجوء وطلب مبالغ قد تفوق أحياناً التصور، بينما الكنائس الغربية تبحث عن أغنياء يكفلون أعداداً من اللاجئين!!..
نجعجع بلا طحن ونثور بلا هدف محدد وبأسلوب يسيئ لقضايانا ولا يدعمها
بصراحة – مثلاً أنا لم أهتم بقضية البوركيني ولم أتعاطف مطلقاً مع المرأة التي أجبرها الشرطي على التعري على الشاطئ في فرنسا – لأنها هي التي أهانت نفسها ومظهر إسلامها وحرمة جسدها ، ما الذي أدخلها أساساً إلى شاطئ مخصص لنمط معين، تتمدد وتسبح وما الذي جعلها حين أوقفتها الشرطة لا تخرج فوراً بدل الامتثال للتعري وإهانة نفسها وحجابها ودينها؟؟!!.. هذا ونحن نعلم أنه في كل بلد من بلاد المهجر تستأجر الجمعية الإسلامية مسبح داخلي ولو ليوم في الأسبوع يخصص للراغبات بالسباحة من المسلمات.. شواطئ بلادنا العربية الإسلامية لا تختلف عن شواطئ الغرب ولا يسمح على شواطئ منتجعاتنا لأي محجبة بالسباحة والتمدد على الشاطئ، وعادة ما تذهب المحجبات والملتزمات، إلى أماكن مخصصة أو يبحثن عن مكان فارغ على الشاطئ خارج المنتجعات والمسابح الخاصة !..
في بلادنا حدِّث ولا حرج .. الفساد والقسوة والتجبر وحب المظاهر إلى حد السفه والتعالي من فئة على فئة ومن شريحة على شريحة ، بل نجد في نفس العائلة الأغنياء فيها يتعالون بصورة وقحة فجّة على أقاربهم ممن لم يؤتوا سعة في المال مثلهم.
تجد الحامي حرامي وقلّة تنهب الشعب المغلوب وتفسد وتنخر كالسوس، وكأن البلد بلد أعدائها..
تجد الخيانة والرشاوي تتفشى بكل صورها .. كل شخص ذليل أمام من يفوقه يتمسح به متعجرف غير إنساني تجاه من دونه .. كرماء حد السفه مع الأغنياء وفي المظاهر الفارغة وشحٌ وبخل في عمل الخير والتبرع للمساكين والمهجرين وأبناء السبيل ممن لا سقف يحميهم ولا مسكن يأويهم ..
تجد المسؤولين متواطئين أذلة أمام أعداء البلاد ينهبون خيراتها ويحتمون بجورهم بالأعداء ..
تجد الشواطئ عامرة وأماكن الحفلات وملاهي الليل مكتظة بالساهرين وأماكن عمل الخير ونصرة الضعيف قاحلة فارغة مهجورة!!..
هل نحن خير أمة أُخرجت للناس وهل خُلقنا القرآن؟؟!
إخواننا وأخواتنا .. أطفالنا وشيخوننا تحت جحيم القصف والقتل والتهجير ونحن لا نفعل لهم شيئاً ، بل وغالباً ننزعج من نزوح بعض المهجرين منهم إلى أقطارنا ومقاسمتنا أرزاقنا!!..
هل نحن خير أمّة أخرجت للناس وهل خُلقنا القرآن؟؟!
حسناً.. بالتأكيد ولا مجال للشك أن حركة تطرف وعصابة كداعش ، أُريد بها هدم الإسلام من الداخل وتشويهه خلفها حكومات شتّى ومخططات مخابرات دول وأداة من أدوات التفتيت وتقسيم البلاد، لكن من المسؤول عن شريحة كبرى في مجتمعاتنا تعاني الفقر والجهل يعتبر شبابها صيد سهل لعصابة كهذه تغسل أدمغتهم وتشبع بطونهم؟!!
الفساد .. الظلم.. الاحتلال.. اليأس..
حين يتحول الوطن إلى غربة ومزرعة للعبيد !!...
وفي النهاية..ما دوركم أيها الكتّاب وأصحاب القلم والفكر وأين أنتم من واجباتكم وما دور أقلامكم؟؟!..
في هذه الليلة المباركة أرجو الله سبحانه أن يعيدنا إلى جوهر ديننا ومعانيه السامية ويجعلنا أكثر تكاتفاً ومحبة لبعضنا البعض وقدرة على فعل الخير والتضحية.. التضحية ولو بالقليل حتى لا نخسر كل شيء..
وفي الختام أدعو الله معكم راجية أن يرفع سبحانه غضبه عنا و يعيدنا خير أمة أُخرجت للناس ويردنا إلى جوهر ديننا ومعانيه السامية رداً جميلاً ، ويردّ كيد أعدائنا في نحورهم وينصر إخواننا المستضعفين ليأمنوا في أوطانهم ويعيد معاني الدفء والمحبة إلى قلوب الناس ويجنبهم الشماتة في المصائب والتحزب خلف زعماء مجرمين يؤدون بهم وبأوطانهم إلى التهلكة ، ويلهمهم مزيداً من الرفق والبصيرة وكثير من المحبة والعطف وقراءة صحيحة لمجريات الأمور تجنبهم وتجنبنا الهلاك والزوال.
كل عام وأنتم بألف خير
مؤسسة نور الأدب
بالنيابة عن شاعرنا الغائب الحاضر الأستاذ طلعت سقيرق، وعن جميع أفراد أسرة نور الأدب
وبالأصالة عن نفسي
هدى نورالدين الخطيب [/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|