رد: السباق....
[align=justify]الأستاذة عزة.. أَعَزَّكِ الله وأسعدَ أوقاتك..
لا أعرفُ كم عمرك، لكنني أرى في اندفاعكِ ونزقكِ وميلكِ إلى الدعابة والمرح، ما يدفعني إلى التَّوهُّم بأنكِ لن تمانعي أن أناديك بـ (ابنتي).. وعلى افتراض صحة تَوَهُّمي هذا، دعيني أُخاطبْكِ بأسلوب الأب، مازجاً النصيحة بالمحبَّة والرأي بالدعابة، فأقول:
أولاً، لن أسأل كيف حصلتِ على مشرط النقد من أخي الصالح، ولكن سأُسائلُه إِن كان قد أعطاه لك بعد امتحانك والاطلاع على نواياك في استخدامه أم لا.. إذ يبدو لي أنَّ وصوله إلى يدك أمرٌ خطير جداً، بدليل أنَّك ما كدتِ تمسكين به حتى استخدمتِه للذبح مباشرة، يا لطيف! (ابتسامة).. حلمك علينا يا ابنتي... ورفقاً بشخصيات قصصنا المساكين.. (ابتسامة)..
ثانياً، لأَخْلُصَ من قضية المشرط هذه التي يبدو أنها ستتسع أكثر، فقد صممتُ عدداً من المشارط النقدية، وقررتُ أن أوزعَها كهدايا على كلِّ من يرغب، على أنْ يستخدمَها في تشريح النصوص فقط، وليس في تجريح أصحابها، وأن يكون موضوعياً بعيداً عن المبالغة في المدح والقدح، فلا يمدح أحداً إلا بما فيه، ويسعى جاهداً ألَّا يَذمَّ أحداً ما استطاع إلى ذلك سبيلاً... وخوفاً من حصول أيِّ تجاوز لهذا الشرط في الاستخدام، ستكون المشارط التي سأهديها غير فتاَّكة.. (ابتسامة).. أقولُ هذا وأنا أعلم أنك من الطراز الحريص على مشاعر الآخرين، وبالتالي، فما قلتُه هو من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين لا أكثر..
ثالثاً، سَرَّني جداً إقدامُكِ على ممارسة هذا النوع من النقد.. وأرجو أن تتطور ممارستُك له إلى الشروع في حوار كاتب النص، أيّ كاتب.. وهذا ما سعيتُ إليه حين دعوتُ إلى فنجان قهوة في منتدى (قهوة على المفرق)، فلم يأتِ أحدٌ لمشاركتي فيه إلا قليل، وشربت جميع فناجين ذلك المقهى وحدي.. نعم.. أنا أسعى إلى تطوير التعليق على ما نقرأ من نصوص ننشرها نحن – أعضاء المنتدى – ليصير هذا التعليق نقداً يُشجعنا على المضي في تجربتنا الإبداعية من جهة، ويُنبِّهنُا بمحبة، إلى ما نقع فيه من أخطاء، كي نتجنبها وننجي نصوصنا مما تجلبُه لها من تعكير وسوء من جهة أخرى.. فشكراً لجرأتك التي أتمنى أن تواظبي عليها، وأرجو أن تكون خطوتك هذه من النوع المُعدي فتنتقل إلى آخرين في (نور الأدب)، وعندها سترين كيف سيصير الموقع مرآة صادقة لمواهب أعضائه، ومُنطلَقاً لتطوير هذه المواهب وإغنائها..
رابعاً، أودُّ أن أُشير، وإن أزعجتكِ، إلى أمرين يزعجانني في كتابتك خصوصاً وفي كتابات غيرك عموماً، وأنا على يقين بأنَّك تعرفينهما سلفاً حتى لو لم أُشِر إليهما، وهذا الأمران هما:
أ) استمرار ظهور الأخطاء النحوية والإملائية في كتابتك، واستمرار هذه الأخطاء في تعكير روعة أسلوبك وصفاء موهبتك اللافتة..
ب) الخطأ في استخدام النقاط والفواصل في نصوصك.. وهذا ليس خطأ بسيطاً، كما يتصور كثيرون، بل فادح، لأنَّ هذه العلامات لها معانٍ تُغني النص الذي تُوضَع فيه إن وُضِعَت في أماكنها الصحيحة، وتسلبه الكثير من جماله ومن قيمته أيضاً إذا وُضِعَت في أماكن خطأ.. فأرجو أخذَ الانتباه..
خامساً، أتمنى يا ابنتي لو كنتُ أملكُ ما وَصَفْتِني به من صفات أظنُّ أنَّكِ أسبغتِها عليّ انطلاقاً من لُطْفِ نفسكِ وطيب قلبك لا أكثر.. وتأكَّدي أنَّني لا أقولُ هذا مُتَصَنِّعاً التواضع، بل صادقاً إن شاء الله..
[/align]
|