[خالد حجار]

كعيونها لم ترسم الشعراء

كعيـونهـا لم ترسم ِ الشعـراءُ
حيث البياض إلى السـوادِ خِباء
الأسودان بلحظهـا قـد سـوّدا
جفناً على عرشِ الجمالِ ضياء
هي فتنةُ العين التي في سحرهـا
سُحِـرَ الفـؤاد و هاله الإعياء
و ضفيرةٍ هَـمست لجيدٍ مُشرقٍ
كالبدرِ دارت حـوله الظلمـاءُ
والفاه إنْ تشدو سمـاءً أمطرت
هـامَ الجمالُ و زادهُ الإصغاءُ
قالت منارُ وقـد رجوت وصالها
العشـق داءٌ و البعـادُ شفـاءُ
قُـلتُ العيون تجورُ في همزاتها
في القلب من جور العيون سناءُ
إنّ العيـون إذا أصابت عاشقـاً
ليلُ البعادِ مـن الحبيب بَـلاءُ
فتمـايَلت في كبريـاء جمالهـا
وغدت تجيبُ وفي العيونِ دهاءُ
قالت:صريعٌ خرَّ من وجد الهوى
وأنـا بـريءٌ والفـؤادُ بَـراءُ
ترمي العيون سهامهـا ما جُرمنا
إنْ أوقَعَتْ ذاك الفؤاد رِمـاءُ ؟
فَعَجِبْتُ مـن جـورٍ تنكّرَ فعله
وأجبتُ قد أجدى الوصالَ رجاءُ
يـا حُسن عكا هـل تجيب متيماً
مـن سـور حُبّك مسّه الإغماءُ
ضحكت منارُ وفي العيون صبابةً
وغـوتْ عليّ و مسّني الإغواء
فظمأتُ من وجدِ الصبابة والهوى
فـإذا بكأسٍ في الشفـاه رواءُ
صَبـَّتْ خمورَ شفاههـا لتجيبني
كصغيرِ طيرٍ قـد أتـاه غذاءُ
عصفـورةٌ رقّـت فغرّد طيرها
يشكـو الصبابة و الحبيب شفاءُ
قـولي أحبكَ يـا منار و ردّدي
حتى تَعُجَ بحـبـك الأصـداءُ
هذا سلامي في الحروف قصيدةٌ
شوق الفـؤادُ إلى الفؤادِ شقـاءُ
نـاديتُ عكا كي تكـونَ قريبة
هـل يا ترى يزجي النداءَ نداءُ