05 / 10 / 2016, 28 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
|
مصارحة لإثارة النقاش.. وأربع خطوات..!
[align=justify]في رَدِّي الجماعي على التعليقات التي تَفَضَّل بها بعض أعضاء الموقع على القسم الأول من هذه المصارحة، أعربتُ عن سروري بتفاعلهم مع ما ذكرتُه في ذلك القسم، وزاد سروري أكثر بانضمام الأستاذ (زياد سقيرق) والأستاذة (بوران شما) والأستاذة (ليلى مرجان) إلى أولئك المعلقين الكرام.. وكنتُ أتمنى اتساع حلقة المعلقين أكثر، قبل نَشْرِ هذا القسم الثاني..، لكنْ، لمَّا لم يتفضَّل أحدٌ بالانضمام إلى حلقتنا، رأيتُ ألَّا أُطيل تأجيل نشر القسم الثاني أكثر..[/align]
[align=justify]بمرور الوقت، راحت النتائج التي أشرتُ إليها، في الجزء السابق من هذه الدراسة، تتراكم أمام باصرتي مُتحدِّيَةً وعيي بسيل من التساؤلات التي دَوَّخَتْنِي، وأنا أُحاول العثور على إجابات وافية شافية، إِن لم يكن لِكُلِّها فَلِبَعضها على الأقل..
ثم بدأَتْ الإجابات تنثال تباعاً متراكمةً في وعيي، على نحو بدا لي مزعجاً للغاية، وذلك لأنَّها كانت متضاربةً متناقضة، ولا تملك أيٌّ منها حجةً تُقنعني بصحتها، الأمر الذي فَرَضَ عليَّ حتميَّةَ مناقشتها من جديد، إجابةً إجابة، لفَرْزِ المقبول منها منطقياً عن المرفوض، مُعطىً ومنطقاً.. وكانت نتيجة الفرز أنْ نَحَّيتُ معظمَها جانباً، وألقيتُ به في سلة الإهمال، ثم رحتُ أُرَتِّب ما تَهَيَّأَ لي أنه صحيحٌ منها، لدراسته من جديد؛ وإذا بها، بعد الانتهاء من دراستها، تستحيل تدريجياً إلى مصدرٍ مُوَلِّدٍ لأفكار مُثيرةٍ للجدل، وربَّما لشيء من الغضب، كما تهيَّأ لي، إِنْ أنا نشرتُها على الموقع، بقَضِّها وقضيضها دون أيِّ تلطيف..
ولأنَّني خشيتُ أن أُثيرَ، بنشرها هكذا، حفيظةَ أيٍّ من أعضاء الموقع الذين أُحبُّهم جميعاً دون استثناء؛ ولأنَّني أرفض المغامرة بحبِّ أيٍّ منهم لأيِّ سبب؛ ولأنَّني مع ذلك، لم أستطِعْ أنْ أَكُفَّ نفسي التي تُحبُّهم عن رغبتها اللعينة بإيصال تلك الأفكار إليهم؛ فقد رحتُ أبحثُ عن أنسب الطرق لإيصالها دون إثارة استياء أيٍّ منهم، أو دَفْعِ أحدِهم إلى الظنِّ بأنِّي أحاول ممارسةَ أُستاذيةٍ عليه، أو أُحاول أذيَّتَه وجرْحَ مشاعره بإبراز بعض الهنات في نصٍّ من نصوصه، فيغضب، فيؤدِّي غضبُه إلى عزوفه عن النشر في الموقع، وربَّما إلى مغادرته غيرَ آسف..
لذا، وتَجَنُّباً لكلِّ هذه المخاطر المُحتَمَلَة، آثرتُ الصمتَ، في البداية، مُفضِّلاً معاناة الضيق وحدي، ولسانُ حالي يقول: دَعِ المركبَ يجري على ما اعتاد أصحابه، ولا تكنْ سبباً في غَرَقِه أو أَذِيَّتِهم...
ولكم عذَّبَني هذا الموقف السلبي، حتى شعرتُ نفسي تُطْحَنُ بين حَجَرَي رحى ثقيلين، بين الرغبة في الإشارة إلى ما تَوَهَّمْتُ أنَّ من واجبي الإشارة إليه، وبين الخوف من إيذاء مشاعر مَن أُحبّ.. ولأتخَلَّص من هذا الموقف رأيتُ العدولَ عن الإبلاغ بالمباشرة إلى التنبيه بالملاحظة والنصيحة، مُجَرِّباً الوصول إلى ما أريد بطرح الخطوات الأربع التالية للنقاش، مع أنَّني جرَّبتُ معظمها، في الموقع، ولم أَصِلْ إلى ما أرغب من نتائج... [/align]
الخطوة الأولى:
[align=justify]توسيع حجم التعليقات المعتادة التي يضعها أعضاء الموقع على ما ينشرونه من نصوص، فلا تقفُ عند مدح النصِّ وصاحبه، بل تتجاوز مدحهما إلى استخدام أسلوب النصيحة اللطيفة للإشارة إلى ما يمكن أن يكون في النصِّ من أخطاء نحوية وإملائية تحديداً، تُسيء إليه، جمالياً ودِلالياً. ولا حَرَجَ من الإشارة إلى هذه الأخطاء في نصِّ أيٍّ كان، حتى لو كان من كبار المشهورين، مادامت الغاية إيجابية وكذلك الهدف..
هذا بالإضافة إلى محاولة الإشارة إلى بعض الأخطاء التعبيرية، وهي كثيرة أيضاً.. ولا بأس بنصيحة تفيد كاتب النصِّ، أو رأي يمكن أن يؤدي إلى تطوير أداة من أدوات فنه، دون أن يكون مضطراً إلى قبوله والأخذُ به...
وهنا، قد يعترض البعض على هذا الاقتراح قائلاً: إنَّ ما تطلبُ من أعضاء الموقع القيامَ به نقد، وليس كلُّ أولئك القراء يعرفون أساليب النقد وطرائقه..
وأسارع بالرد على هذا الاعتراض قائلاً: ليس من الضروري أنْ تعتمدَ أيَّ قواعد أو مذاهب نقدية، لتستطيع التعبير عن رأيك في أيِّ نصٍّ تقرأُه، بل يكفي أن تُراقبَ درجة انجذابك إليه، ومدى متعتك أثناء قراءته، ودرجة اهتمامك بما يطرحه من أفكار، سواء اتفقتَ معها أو خالفتَها، وبما يرسمه من صور، لتقرِّر مقدار جودته، من وجهة نظرك.. فإن وجدتَه سهل الفهم، خفيفَ الظلِّ، حُلوَ الصورة، مُدهشَ الطرح جديدَه، مثيراً للخيال أو الدهشة، محرِّكاً للعواطف، باعثاً للذكريات، مُغنِياً للمعرفة، مُفيداً؛ ثم وجدتَ نفسك، لهذا كلِّه أو بعضه، منجذباً إليه، شغوفاً بمتابعته، غير قادر على تركه حتى تبلغ نهايتَه، فهو، ولاشكّ، نصٌّ جيد..، سواء وَافَقَ قواعد النقد ومقاييسه أم لا.. وإن وجدتَه نقيض ما سبق، فهو نصٌّ رديء، مهما بلغ مَدْحُ النقاد له ومهما بالغوا في مَدْح مُؤلِّفه..
في هذه الحال، ليس شرطاً أن يفيضَ المُعَلِّقُ في الحديث عن كلِّ ما سبق من مزايا أعجبته في النصِّ الذي قرأَه، أو يتوسعَ في إبراز مثالبه، بل يكفي أن يُشير إلى أهمها، مُرفِقاً إشاراته بما يُعلِّلُها أو دون تعليل.. ويُفضَّل في ممارسة هذا اللون من النقد، الذي هو انطباعيٌّ غالباً، التركيزُ على النصِّ أكثر من التركيز على شخص مؤلِّفه، سواء كان صديقاً للقارئ أو عدواً، أو لم يكن هذا ولا ذاك.. وثمة معايير أخرى للحكم على جودة أيِّ نصٍّ أو رداءته، ولكن لا يتسع المجال هنا لعرضها جميعاً..[/align]
الخطوة الثانية:
[align=justify]ليس شرطاً أن نُحقِّقَ الخطوةَ الأولى لننتقل إلى الثانية، بل يُمكننا البدء بالثانية مباشرة متجاوزِين سابقتها.. أيْ يُمكننا أن نتجاوزَ التعليقَ الأحاديَّ الصوت المُعبِّر عن وجهة نظر القارئ، في نصٍّ ما، إلى ما يُشبه فَتْحَ حوارٍ نقديٍّ بسيط يُمكن إجراؤه باتجاهين، في وقت واحد، إن أحببنا.. فمن جهة، يُمكن أن يُجريه القارئُ مع مؤلِّف النصِّ الذي يقرأُه؛ ومن جهة أخرى، يُمكن أن يُجريه قارئٌ ما مع غيره من قراء النصِّ، تحت سمع مؤلفه وبصره، وبمشاركته أيضاً، إن أراد..
وبالتأكيد، ليس ضرورياً أن يكون هذا الحوار أكاديميَ الطابع يحتاج إلى مصطلحات مُحَدَّدة قد لا يملكها الجميع، بل المهم ألَّا يكونَ سطحياً ولا ساذجاً..
ولمن لا يرغب بترك أسلوب التعليق المشروح في الخطوة الأولى، تَرْكاً نهائياً، بل يرغب بالمزج بين التعليق والحوار، فيُمكنه تحقيق رغبته هذه أيضاً، وبيُسر..
بتعبير آخر: يمكننا تطوير التعليقات المعتادة على النصوص إلى حوار نقدي، وذلك بأنْ لا نجعلَها تقف عند ثاني الحدَّين اللذين تبلغهما عادة؛ أي عند ردِّ مؤلف النصِّ المنشور على الذين علَّقوا على نصِّه.. فلو عَمَدَ صاحبُ التعليق العادي إلى مناقشة ما جاء في ردِّ المؤلِّف على تعليقه، ثم عاد المؤلِّف إلى الردِّ على قارئ نصِّه مرةً أخرى، لتحوَّلَ التعليق المألوف إلى ما يُشبه حواراً نقدياً بسيطاً يجري بين صديقين على أساس ودِّي.. وهذا أسلوبٌ جيدٌ، كما أتوَهَّم، لأنَّه يعود بأفضل النتائج على المؤلِّف ونصِّه وقرائه معاً. فمن جهة، سيجعل كلَّ من يريد أن ينشرَ نصّاً، من أيِّ نوع، يتمهَّلُ ملياً قبل نشره، لعلمه أنَّ ثمة مَن سيحصي عليه أخطاءه، ولن يكتفي بمدحه فقط..؛ الأمر الذي سيؤدي، بدوره، إلى رفعِ سويَّة النصوص التي تُنشَر في الموقع، شكلاً ومضموناً.. ومن جهة ثانية، سيُشجع هذا الأسلوبُ القارئَ، ولاسيما القارئ العادي، على إبداء رأيه بحرية، حتى لو لم تكن لديه خبرةٌ في فن النقد ومذاهبه، وحتى لو كان النصُّ الذي ينقده لأحد المشاهير، ناقداً كان أم أديباً أم مفكراً أَم... أَم... وبهذا لا يبقى القارئ مُتَلَقِّياً سلبياً، بل يغدو قارئاً ناقداً، وإنْ كان على مستوى التَّذَوِّقِ فقط..
أعلمُ سلفاً أنَّ في هذه الخطوة محاذير كثيرة، وأنَّها قد تفتح باباً للشيطان، فيما لو ظَنَّها بعض ضعاف النفوس والعقول إذناً يسمح، للمبتدئين منهم خاصة، بالتجرُّؤ على كُتَّاب كبار، أو الإساءة لأيِّ كاتب بشكل عام.. لكنْ من الممكن تلافي مثل هذا المحذور، بوجود نقاد مُشْرِفِين على الموقع، يستطيعون التحكُّمَ بموادِّه وإيقافَ كلِّ من يتجاوز الحدود المسموح بها عند حدِّه..[/align]
الخطوة الثالثة:
[align=justify]إذا أردتُ أن أضعَ توصيفاً لماهية هذه الخطوة، فقد لا أجدُ أفضلَ من توصيفها بـ (الاستفزاز النقدي)..! وهذا التوصيف الغريب لهذه الخطوة مُستَمَدٌّ من ماهيتها المُستَمَدَّة، بدورها، من آلية تنفيذها التي تَتِمُّ على النحو التالي:
نتناولُ نصّاً لكاتب اعتاد التقييمَ الإيجابي، أو السلبي، لكلِّ ما ينشُر، من قِبَلِ وَسَطٍ لا يَتَغَيَّرُ قراؤه غالباً..، فنبدأ التعليقَ عليه بمديح مُشابهٍ لمديح أولئك القراء الثابتين، ثم نُضيف إليه مُلاحظةً لطيفة نُخبرُ بها ذلك الكاتب أنَّ نصَّه كان يمكن أن يكونَ أجملَ بكثير لو حذف منه (كذا) أو أضاف إليه (كذا)..؛ وبأنَّ صياغة جملته الفلانية ربَّما تصبح أكثرَ جمالاً لو أعاد كتابتها بطريقة أخرى، نشرحُها له؛ وما شابهَ من إشارات مُماثلة، نسوقُها بين يدَي تعليقنا على نصِّه، بحذر شديد، مُترقِّبِين ردود فعله عليها أولاً بأوَّل، ومُغَيِّرِين أسلوبَنا في صياغة إشاراتنا حسب نوعية ردود فعله، مُحاولِين ما أمكن تَجَنُّبَ إغاظته أو إغضابه..
بصراحة، لا أجرؤُ على تسمية مثل هذه الممارسة نقداً، لأنَّها غالباً ما تنطوي، في مقاصدها غير المُعلَنَة، على رغبةٍ في استفزاز المؤلِّف، لدفعه إلى الردِّ، مع تحاشي بلوغ استفزازه حدَّ الغضب.. وبعبارة أخرى، قد يصحُّ توصيف هذه الخطوة بالدغدغة النقدية التي تحتاج إلى الكثير من الذكاء والحيلة لِتَجَنُّبِ تَحَوُّلِها إلى عراكٍ نقدي، إذا جاز التعبير..
وللأمانة..، لم أُمارسْها مع أيِّ كاتبٍ من أعضاء الموقع الكرام، لقناعتي بأنَّهم جميعاً أكبرُ وأَجَلُّ من ممارستها معهم، ولقناعتي أيضاً بأنَّها أسلوبٌ بالغُ القسوة، على الرغم من ظاهرها الدُّعابي..
لكنِّي، وللأمانةِ أيضاً، حاولتُ جَسَّ نبضِ بعض الأعضاء الكرام، بتَعَمُّدِ إثارة ردود فعلهم، في نقدي لبعض نصوصهم، بُغيةَ معرفة نوعية هذه الردود، لتَجَنُّبِ ما يُغضِبهم منِّي، فيما لو تَحامَقْتُ يوماً وقررتُ نقدَ نصٍّ لأحدِهم، بملاحظاتٍ لطيفة الصياغة مهذَّبة الأسلوب، أُمَلِّحُها برَشَّةِ قسوة وهمسة اعتذار، في آنٍ معاً..؛ فكانت النتيجةُ، في أغلب الأحيان، مُدهشةً بقدر ما كانت رائعةً، إذ لم يُظْهِرْ أيٌّ منهم امتعاضاً مِمَّا فعلتُ أو غضباً، والحمد لله، بل أَظهَرَ أَريَحِيَّةً أراحتني، ولكنْ لفترة وجيزة؛ إذ سرعان ما انقلبَتْ هذه الأريحية، بعد تلك الفترة، إلى مصدر إزعاج لي وتأنيب ضمير، لاسيَّما حين آنَسْتُ من بعضهم انزعاجاً مكتوماً عَبَّرَ عنه بتقليل ما صار ينشره من نصوص، ثم بالكفِّ عن التعليق على نصوص غيره من أعضاء الموقع ، وهو الذي كان لا يتأخر عن إبداء رأيه في كلِّ ما ينشرونه..
لذا، أَوَدُّ اغتنام الفرصة هنا، وأتوجَّه إلى كلِّ مَن ردَّ على استفزازاتي النقدية التي كان ظاهرُها بالغَ التهذيب وباطنُها بالغَ القسوة، بالغياب عن ساحة (نور الأدب)، لأعتذرَ إليه من كلِّ قلبي، راجياً منه قبولَ اعتذاري، وتقدير مبلغ حيائي ممَّا فعلْت، واعداً الجميع بالعزوف عن هذا الأسلوب الذي آَلَيْتُ على نفسي عدم العودة إليه... [/align]
الخطوة الرابعة:
[align=justify]إنفاذاً لوعدي السابق بِتَجَنُّبِ إغضاب أيٍّ مِمَّن أحبَبتُهم، وما أزال، والتزاماً منِّي، في نفس الوقت، بما يُمليه عليَّ حبُّهم من ضرورة تنبيههم إلى خطأ وقعوا فيه، أو عبارة لم يُحسنوا صياغتها، أو موضوع لم يُجيدوا طرقَه ومعالجَتَه، رأيتُ أنْ أعدل عن التصريح، في نقدِي لما أظنُّه أخطاءَ وقعوا فيها، إلى تنبيههم إليها بالتلميح المُلَطَّفِ، ثم إتباعها بما يُشبِه الدعابة لتخفيف أَثَرِ وقعِها على نفوسهم..
ومن هذا المزيج الصعب التكوين، بَرَزَتْ قصةُ (المشرط النقدي) التي سرعان ما تلقَّفَها أخي الأستاذ (محمد الصالح الجزائري) ببراعة، وأحسنَ استخدامَها كدُعابة يُمَرِّرُ، في ثناياها، رأياً نقدياً يُخَمِّنُ أن يكون مُزعجاً للمُوَجَّهِ إليه، ثم يزيد فيُلَطِّفُ ذلك الرأيَّ أكثر بذكر كلمة (ابتسامة) بعده..، يُدرجُها بين قوسين، لإشعار صاحب النصِّ بأنَّ رأيَّه النقديَّ فيه صادرٌ عن محبة ورغبة صادقة في النصح، لا أكثر..
وهنا، أراني سعيداً جداً بالإشارة إلى إيجابية بعض أعضاء الموقع في التعاطي مع نكتة (المشرط النقدي) هذا، وإلى روعة ردِّ فعلهم على استخدامه في التعليق على بعض نصوصهم.. وأخصُّ بالذكر هنا الأستاذة (ليلى مرجان) التي أبدت صبراً ولطفاً زائدين ورائعَين على ما دار بيني وبين أخي محمد الصالح من حوار حول استخدام ذلك المشرط في حديثنا عن نصها (ضجيج وموسيقى).. فَلَها مني كلَّ الشكر والتقدير، مع كمشة اعتذارات لا ترقى بحال إلى مستوى تهذيبها وروحها الإيجابية..
ولا يفوتني هنا أن أشكر أيضاً الرائعات الثلاث (عزة عامر، وعائشة بناني، وخديجة السويدي) اللواتي احتملنَ استخدام هذا المشرط في بعض نصوصهن، برحابة صدر، وبإيجابية تستحق الإعجاب.. وربَّما أكون مديناً بالاعتذار إلى الأستاذة (عزة عامر) على احتمالها، أكثر من غيرها، استخدام هذا المشرط في نقدي ونقد أخي الصالح لنصوصها.. كما لا يفوتني أخيراً، أن أشكر جزيل الشكر قامةً سامقةً في الأدب احتمَلَت نقدي لبعض نصوصها، بأريحية عزَّ نظيرُها، هي الأستاذة (عروبة شنكان) التي لا تفتأ تُفاجئنُي بإبداعها، ولا أفتأُ أُعجَبُ بهذا الإبداع..
وبشيء من الحياء، أقول: لقد شجعني احتمال هؤلاء الرائعات وغيرهنَّ لغلاظاتي النقدية، على الانتقال إلى التفكير بالتقدُّم خطوة أخرى، طالما طمحتُ لرؤيتها تَتَجَسَّدُ واقعاً.. وتَتَمَثَّلُ هذه الخطوة بالسعي إلى تحويل أسلوب التعليقات النقدية المألوف، في الموقع، إلى حوار نقدي يمارسُه أعضاء الموقع مع بعضهم، في موقعهم، بموضوعية ومحبة، لرغبتي في رؤيتهم يرتقون أكثر إلى أعلى مراتب الإبداع الأدبي التي أراهم جديرين بها جميعاً..
وصادقاً أقول: إنَّ هدفي من هذه الخطوة أن نُجرِّبَ جميعاً، في الموقع، ممارسة النقد البنَّاء.. ليقيني، ومن خلال تجربة سابقة، أرجو أن تتاح لي فرصةُ الحديث عنها، ذات يوم، بأنَّ أفضل النقد وأكثره إيجابية هو ذلك الذي يُمارسُه الأصدقاء لنصوص بعضهم.. لأنَّهم يُمارسونه من منطلق محبتهم لبعضهم، لا من منطلق الرغبة في تحطيم مَن ينقدونه حسداً له، أو كراهية لشخصه، أو ما شابه من أغراض سلبية شائعة في عالَمِ النقد العربي خصوصاً، للأسف..[/align]
وبعد،
[align=justify]هل أسرفت في الحديث وأَسْفَفْت؟
أرجو ألا أكون قد فعلت.. وإنْ كنتُ قد وقعت في هذا المحظور، فأرجو المعذرة، وتَذَكَّرُوا دائماً أنَّ المحبةَ فقط هي التي كانت تُمسكُ بيراعي، وأنا أكتب هذه المصارحة التي بدأتُها بالمحبة، وبالمحبة أختمُها، منتظراً ردودكم على ما طرحته فيها، ونقاشكم لها.. [/align]
ختاماً..
[align=justify]تعالوا نتفق على أنْ نكون صُرَحَاءَ في نقدنا لبعضنا، نقداً لا يُثيرُ غضباً ولا يجرحُ شعوراً،
مُحبِّين يسعى كلٌّ منَّا للأخْذِ بيد الآخر نحو الأفضل والأعلى، حتى وهو يُنبِّهُه إلى خطأٍ وقعَ فيه، أو عيبٍ اكتشفَه في نصٍّ من نصوصه..
عسى أن نغدو يوماً، كما آمُل وتأملون، مجموعةً أدبية/نقدية تَتَحَوَّلُ، في نتاج أعضائها الأدبي والنقدي معاً، إلى ظاهرةٍ مُمَيَّزَةٍ على الساحتين الأدبية والنقدية، فاعلةٍ في غيرها ومُؤثِّرَة، يحاولُ كلُّ مَن يتعرَّف عليها الانتماءَ إليها والاقتداءَ بأصحابها..
ودمتم جميعاً، أهلاً لي وأصدقاء ومُحبِّين..[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|