رد: باحة على ضفاف الروح
ماضٍ إثر ماضْ
إلى ذات أمسية ، كنتِ فيها معي ،
يتداركنا الزّهر بالرّحيق ، والبحر بالنّسيم ..
لا أعلم ماذا كنتِ ،
وأيّ جسد ٍتلبّستْ روحكِ ..
لَكَأنّي رأيتك نورسة ،
ترتادُ سحابةً بيضاءَ ، خلف الشّاطئ ..
على بُعْدِ نظرة ، وموجتين ..
هكذا يداهمني الحنين ،
فأدّعي السّكينة ..
أتوشّح بالغموض..
لكنّني أعلم.. أنّ الفراقَ والحب يترادفان ،
ويتبادلان الأدوار ..
كنت أعلم أنّ الفراقَ هو الحب..
وأن تضيعَ العناوين ،
وتنطفئَ الإشارات ،
وتسقطَ اللافتات ،
ويضيعَ الطّريق ،
ويشدّ الغياب رحاله ..
وأظلّ أحبّك ،
هو الأقدس.. هو الأمثل
ولست أدري شيئا ،
في هذا العالم الشّاسع ،
إلاّ أنّني إنسان وأنّني أحبّك ..
وأعلمُ أنّ الرّحيلَ الكبيَر ..
سيقتل يوما براءَتي ،
ومفرداتِ عفويّتي ،
الّتي زرعتها بأرضك ،
ورويتها بماء قلبي..
وأعلمُ أنّنا سنمضي مجهوليْن ..
ضاعا في مدينة الحبّ ..
أحدهما قد استطاب عذابَه ..
وأعلمُ أنّ الفراقَ الطّويلَ.. سوف يحسم
النهاية.
|