رد: زياد أحمد سقيرق.. في ضيافتنا
ولدت في منزل صغير بساحة الشهبمدر بمنطقة تعتبر راقية في دمشق وقريبة من الأسواق ، فقربنا كان سوف الصالحية والطلياني والبنك المركزي ومجلس الوزراء وكانت البيئة سورية والأكثرية شوام وهذا ما خلق عندي مشكلة كبيرة في ازدواجية الإنتماء.
فعندما كنت أجالس رفاقي في المدرسة كانوا يقولون : احكي بالشامي
وعندما أجالس أقاربي كانوا يصرخون احكي فلسطيني ولاه
هههههه ذكريات
2
أذكر أنه عندما كان عمري ستة أشهر عندما أحرقوا المسجد الأقصى ( في الحقيقة هذا ما قالوه لي وترسخ بذاكرتي ),
أنهيت عامي الثاني على أنغام : تركوا النهر لعدانا نهر دمانا عليهم هان ، أقصد مذابح ايلول في الأردن.
قبل أن أدخل المدرسة كانت مذبحة تل الزعتر في بيروت الشرقية
وعندما دخلت المرحلة الاعدادية كان حصار بيروت والخروج ومن ثم احتلال أول عاصمة عربية كما كانوا يقولون وثاني عاصمة عربية كما كنت أقول لينتهي الجدال بمجازر صبرا وشاتيلا .
في الثانوي كان السلام بنفسي أعم ، كانوا يتحدثون عن فلسطين كثيرا ، وكلما رفعت رأسي يقولون : عرفاتي كلب ، يبدو أنني كنت أعوي كثيرا حتى لقبت بالكلب ، ومن وقتها وأنا أحب عرفات وأكره سياسته ، وقتها حدثت أمور أبعدتهم عنا ، صاروا يتقاتلون على الكرسي والشعب يتفرج ، ايه أيام .
عندما كبرت بدأت أمارس حقي الطبيعي في الحياة بحثت عن الحب عبر كتابة قصائد غزل لفتاة عشقتها ولم تعرف ذلك حتى الان ، ومع اطلاعي على الماركسية التي اختصرها العرب بالرفيق للرفيقة والمولود للحزب ، اتكلت على الله وصرت شيوعياً ، وتعرفت على فتاة جميلة كانت تحكي لي مغامراتها العاطفية ، وبما أنني وقتها أصبح لدي غرفة كاملة فيها كل المستلزمات التطبيقية لأي مراهق بدءً من المكتبة والشطرنج والمسجلة وصورة ماركس على الجدار، بدأت عملية التطبيق لاكتشاف الأنثى لولا أن قام صدام حسين باحتلال الكويت فردّت دول الخليج عليه بطرد الفلسطينين من بلادهم وعاد بيتنا الصغير مكتظاً بالسكان كأنه قطاع غزة وفشل مشروع اكتشاف الأنثى .
|