[align=justify]تحية نور أدبية وطنية ..
العرق والدين، وأي اختلال بينهما وبال على أيّ أمّة..!
بعد أن كنا عبر التاريخ - وأعني - كأمّة عربية سامّية /عربية إسلامية ، على مدى التاريخ مصدراً للحضارة والعلوم الإنسانية - روحياً وحضارياً - منذ آلاف السنين نحن من صدّرنا الحرف للبشرية وعلمناهم الكتابة وأسسنا للثقافة والوعي .. الديانات السماوية والأنبياء الكبار والمعرفة والسلام الروحي كله نحن من صدرناه للعالم!..
حين كنا في قمة الحضارة والعلوم والرقي ، كان الغرب في قمّة التخلف والوحشية.. حتى أنّ الغربي من شدّة تخلفه ما كان يستحم طوال حياته؛ وكل ما جاء بعد هذا من تقدم للغرب من العلوم وحتى النظافة الشخصية إنما تعلمه منّا واقتبسه عنا.
بدأت مجتمعاتنا بالتأخر منذ أن تسرب إلى الحكم من هم من أمم أخرى حتى وصل إلى السيطرة التامّة، فانقلت الخلافة وانتقل الحكم إلى من هم من غير العرب أو حتى المستعربين ممن يستخدمون الثقافة واللغة العربية ، فمالوا إلى أعراقهم وتعاملوا مع الوطن العربي في كثير من المناحي تعامل المستعمر مع مستعمراته...
ولأن العروبة والإسلام توأمان سياميان لا غنى لأحدهما عن الآخر بدأ الوبال وحلّ الضعف مكان القوّة..
وهكذا تدريجياً من حضارة عريقة ومعرفة وعلوم وصولاً إلى جهل وتخلف وتفشي الأميّة!...
في آخر استعمار غربي ، أو ما عُرِف باسم " الإنتداب " أراد هذا المستعمر الخبيث أن ينتقل من استعمار مباشر إلى غير مباشر يظلّ واضعاً يده علينا ناهباً لخيراتنا؛ وحتى لا تعود الأمّة إلى قوتها ومنعتها وصلابتها وتكتلها قام بتقسم الوطن العربي إلى أقطار.. وبعض الأقطار قسمها إلى عدة أقطار، فسورية التاريخية / بلاد الشام ( الهلال الخصيب ) على سبيل المثال قسّمت إلى خمسة أقطار ، وأضيف اقتطاع أجزاء منها إلى أقطار أخرى عربية كمثال سيناء وغير عربية كالأسكندرون بضمها إلى تركيا وعربستان بضمها إلى إيران ، ومن ثمّ إقامة وطن قومي ليهودهم " الأشكناز " على أرض فلسطين في نقطة كانت تعتبر قلب الوطن العربي عموماً وبلاد الشام خصوصاً ، أما السلطات المحلية في الوطن العربي فكانت الخطط مدروسة بإحكام بدعم الأقليات وتولي عملاء لهم ظاهرة أو متخفية، طامعين بالسطة والمال، يستطيعون إدارتهم والتحكم بهم..!
ربما في مناحي ما خفي كان أعظم مما ظهر ، فمن منّا ينسى العميل الصهيوني الذي كاد يصل لرئاسة الجمهورية " إيلي كوهين " الذي كشفه الرئيس جمال عبد الناصر ؟!..
منذ أن نالت هذه الأقطار استقلالها ظاهرياً بعد تقسيمها ، سرنا بعكس الأمم وباضطراد إلى الخلف في تأخر ممنهج ونهب واستبداد.
سأروي حادثة في جنوب لبنان كمثال للتجهيل واستمرار التخلف المقصود بقصد التحكم والاستعباد:
كان هناك إقطاعي كبير يمنع تعليم أبناء الفلاحين ، وحين سألوه لماذا يعلم إبنه أجاب: " أعلمه لكم وعنكم وليهتمّ أبناءكم بالأرض والزرع!..
هذه تعطينا فكرة عن آلية تحويل الشعوب إلى قطيع من الغنم وعن تزاوج وانصهار الفساد والسلطة ، على مبدأ المثل: " جَوِّع كلبك يتبعك ".
في حقيقة الأمر نحن الأمّة الوحيدة التي لم تحصل فعلياً على استقلالها..!
هل فعلاً الربيع العربي مؤامرة؟!...
شر البلية ما يُضحك
يتبع.. ربما..![/align]