عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 10 / 2016, 40 : 03 PM   رقم المشاركة : [78]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: زياد أحمد سقيرق.. في ضيافتنا

[align=justify]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وأسعد الله أوقاتكم جميعاً بكلِّ خير..
بداية أودُّ توجيه تحية كبيرة جداً للأستاذة عروبة على فتح هذه الصفحة التي يعلم الله كم سررتُ بقراءتها، ليس لما احتواه مضمونها من موضوعات وآراء وما تمَّ طرحه فيها من أفكار فحسب، بل لأنها نجحَتْ فيما تمنيتُه طويلاً وعجزتُ عن تحقيقه، في هذا الموقع، على الرغم من كثرة الوسائل التي جرَّبتُها وباءت كلُّها بالفشل، إلى الآن؛ وأقصد بذلك خلقَ نوع من الحوار الجاد والغني بين أعضاء الموقع، وعدم الاكتفاء بالتعليقات المدحية المألوفة والموجزة جداً على ما يُنشَر فيه من موضوعات وإبداعات هي في معظمها جيدة، ولكن لا تخلو من أخطاء أو هنات.. فقد صارت هذه التعليقات، لكثرة تكرارها تقليدية، في نظري، واعذروني إذا أضفتُ فقلت: وغير مجدية، في أغلب الأحيان.. وهكذا، جاء هذا المُتصَفَّح ليُحقِّق لي بعضاً مما تمنيت، فشكراً لك أستاذة عروبة على هذه الفكرة التي أرجو لها أن تنمو وتتسع أكثر فأكثر..
كما أشكر جميع الذين رحبوا بمشاركتي في هذا الحوار، وفي مقدمتهم: الأستاذة عروبة، والأستاذ محمد الصالح الجزائري، والأستاذ زياد سقيرق.. ولا يفوتني، في هذا السياق، أن أُوجِّه تحية إلى الأستاذة هدى الخطيب على اهتمامها بهذا الحوار ومشاركتها فيه، لأنَّني رأيت، واعذروني على صراحتي أو فظاظتي، أنَّ مشاركتها، في التعليق على أيِّ مادة تُنشَر، تحفزُ كثيرين من أعضاء الموقع للتعليق عليها، وعدم الاكتفاء بقراءتها والتعليق عليها بالصمت فقط، كما يفعل بعضهم، في كثير من الأحيان!
وقبل أن أبدأ بطرح أسئلتي على الأستاذ زياد سقيرق الذي كان أولَ من استضافته الأستاذة عروبة من أعضاء الموقع، والذي أرجو ألَّا يكون الأخير، اسمحوا لي أيضاً أن أُرحِّب به، بدوري، وأن أُعرب عن سروري باستضافته، ليس لأنَّه قريب الراحل طلعت، أخي وصديقي، بل لما لمستُه في شخصيته من إيجابيات أبدت هذه الاستضافة بعض ما أجهله منها، وقد فُوجئتُ بأنَّ جهلي بها أكبر مما كنتُ أتصوَّر..
ومع أنَّني أحببت الأستاذ زياد، كما أحببتُ باقي أعضاء هذا الموقع، لكن زيادة معرفتي به جعلتني أحبُّه أكثر، خصوصاً وقد بدا لي مثقفاً ذا خلفية سياسية نظيفة، وصاحب استقلالية في الرأي السياسي، فضلاً عن كونه إنساناً صريحاً، وذا صدر رحب يحترم آراء الآخرين، حتى ولو كانت مخالفة لآرائه، وهذه، لعمري، صفة نادرة الوجود في معظم مثقفينا اليوم، على اختلاف انتماءاتهم وجنسياتهم وعقائدهم..
وانطلاقاً من صراحته التي أعرب عنها، سأبدأ حواري معه، بطرح أسئلة أرجو أن لا تقف الإجابة عنها عنده، بل أن يشاركه الباقون في الإجابة عنها، لندخل فيما يُشبه الحوار، حول مسائل خلافية فعلاً، يزيد خلافنا حولها في زيادة تعريفنا بها، كما أتمنى.. ولا أجد في هذا الأسلوب أي غضاضة، بل أراه طريقة مثيرة للجدل الذي فطرَنا الله عليه، بدليل قوله، سبحانه، (وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا)..
أخي الحبيب زياد.. يؤسفني أن لا أعرف الكثير عن شخصيتك ونشاطك الإبداعي، وعن مواقفك وآرائك... ولذلك، فمُتشجِّعاً بقولك، في آخر مداخلة لك أو التي قبلها: (أحب الذي يختلف معي أكثر من الذي يجاملني...)، ومنطلقاً من حبِّي للحوار مع الذين لا ينطلقون من رأي مُسبَق، ولا يتمسكون بآرائهم إن تَبَيَّنَ لهم أنها كانت خاطئة، وتأسيساً على اعتقادي الراسخ بأنَّ من المحال اتفاق جميع الناس على أمر واحد، لأنَّ اختلافهم سنة من سنَنِ الله الثابتة في خلقه، بدليل قوله، سبحانه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)، سأطرح عليك ، مبدئياً، ثلاثة أسئلة، أظنُّ أنَّ إجاباتك عنها قد تُساعد في زيادة التعريف بكَ مثقفاً وإنساناً، ولذلك أرجوك الإجابة دون أيِّ حساب لرأيٍّ مخالف، أو لانزعاج صاحبه..
1) يُوصَف الأدبان الصهيوني والإسرائيلي تحديداً، بأنَّهما أدبان وظيفيان، فهل تُؤمن بوظيفية الأدب عموماً، أم تراها مُقيِّدةً لإبداع الأديب بتلك القيود التي يُلخِّصها مُصطلح (الالتزام)؟ وهل ترى الأدب الفلسطيني، قديمه والجديد، أدباً وظيفياً، أم لا؟ وإذا كان وظيفياً، فماذا كانت وظيفته الرئيسة، وماذا كان هدفها الرئيس، ومن هم أشهر رموزه الذين وظَّفوا مواهبهم لتحقيق هذا الهدف، وهل نجحوا في الوصول إليه؟
2) نعلم جميعاً أن الحركة النضالية الفلسطينية قد انقسمت، منذ ظهور حركة حماس، إلى قسمين كبيرين مختلفين، قسم إسلامي الطابع والهوية، وقسم لا أقول إنه علماني مائة بالمائة، ولكن أتباعه يفضلون الفصل بين الدين والنضال الوطني، وسؤالي هنا: هل يُوجَد أدب فلسطيني إسلامي وظيفي أيضاً، وما هي أهم أهدافه إن كان موجوداً؟
3) هل تُؤيِّد الاطلاع على أدب العدو، بمختلف أجناسه وألوانه، أم ترى في الدعوة إلى الاطلاع عليه محاولة غير مباشرة للتطبيع معه، كما يعتقد كثيرون، ولماذا؟ وهل ترى أن التعايش القسري بين أدباء الأرض المحتلة والعدو الإسرائيلي أَثَّرَ على أدبهم وأثراه أم فعل العكس؟
لن أزيد عليك، ولكن أرجو ألَّا يكتفي السادة والسيدات المشاركون والمشاركات في حوارك بإجاباتك عن هذه الأسئلة وغيرها، بل أن يُدلوا هم بدلوهم أيضاً، لأنَّني أحبُّ أن أسمع أصواتهم.. وعسى أن تكون مشاركتُهم فاتحةَ خير لهذا الموقع، تُشجِّعُ أعضاءه على تبادل الآراء، حتى وإن اختلفوا فيها، ليتطوروا جميعاً، عبر ممارسة الاختلاف على النحو الإيجابي طبعاً، وأنا أول من يبحث عن هذا النوع من الاختلاف الإيجابي المساعد على التطوير..
أطلتُ عليك فاحتملني، لأنَّني رأيتُ أن أكتب على سجيتي ودون تنميق أو تزويق، لرغبتي في عدم الاختباء خلف أساليب البلاغة التي يظنُّ البعضُ أنَّني كثيراً ما أختبئُ خلفها.. ولي عودة، بإذن الله.
[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس