[محمد الصالح الجزائري]

[align=justify]في مثل هذا اليوم ،01 ـ 11 ـ 1954 ، اندلعت ثورة التحرير الكبرى..فجّرها الشعب الجزائري ضد المستدمر الإستيطاني الفرنسي الغاشم..ثورة كُتبت بدماء الشهداء..لتكون بحق من أعظم الثورات..وبهذه المناسبة لا أجد أصدق ولا أفصح تعبير عن ذلك من الشعر!
اخترتُ لكم أبياتا من قصيدة طويلة لشاعر الثورة ـ مفدي زكرياء ـ رحمه الله ـ حيث يقول:
[frame="1 85"]

هذا (نوفمبر) قمْ وحيِّ المدفعَا.........واذكرْ جهادك والسّنينَ الأربعا
واقرأ ْكتابك للأنام مُفصَّلاً..............تقرأْ به الدنيا الحديثَ الأروعا
واصدعْ بثورتك الزمانَ وأهلَه..........واقرعْ بدولتك الورى والمَجمعا
واعقدْ لحقّك في الملاحم ندوةً........يقفِ الزمانُ بها خطيبا مِصْقَعا
وقُلِ الجزائرْ! واصْغِ إنْ ذُكر اسمُها.......تَجِدِ الجبابرَ ساجدينَ وركّعا
إنّ الجزائرَ قطعةٌ قُدسيةٌ.............في الكون لحّنها الرصاصُ ووقّعا
وقصيدة أزلية أبياتُها..................حمراءُ كان لها (نوفمبر) مَطلعا
غنّى بها حرُّ الضمير فأيقظتْ..........شعبًا إلى التّحرير شمّرَ مُسرعا
فلكمْ تصارعَ والزمانَ ،فلم يجدْ........فيه الزمانُ ـ وقد توحّد ـ مَطمعا
نسبٌ بدنيا العُرْب زكّى غرسَه.................ألمٌ فأورقَ دوحُه وتفرّعا
سببٌ بأوتار القلوب عروقُه.................إنْ رنّ هذا رنّ ذاك ورجّعا
إما تنهّد بالجزائر موجَع.................آسى (الشآمُ) جراحَه وتوجّعا
تلك العروبة إنْ تثرْ أعصابُها............وَهَنَ الزمانُ حيالها وتضعضعا
الضّادُ في الأجيال خلّد مجدَها.......والجرحُ وحّد في هواها المَنزعا
إنّي رأيتُ الكونَ يسجدُ خاشعا..........للحقّ والرّشاش إنْ نطقا معا!

[/frame][/align]