الثلاثاء,تموز 08, 2008
ديوان: من ذاكرة أيامي ــ تأمّـــــــلات أمومـــــــة
*****
حين كان أولادُنا الخمسةُ صغاراً ، كان يطيب لزوجتي الوقوف(بين حين وآخر) أمام لوحتِها المُفَضَّلة المعَلَّقَة على حائط بيتِنا، تتأمّلُ رسْمَ امرأةٍ تحتضنُ خمْسَ زهراتٍ بِعَدد أولادنا
وأراها تنْظُــرُبقلقٍ وبعُمْقٍ إلى البعيدبعيون الأملِ والألَم ، كالتي تُريدُ أنْ تَخْتَـرِقَ حُجُبَ المجهول لتستشفّ من ورائها واقع ماسوف يكون عليه مستقبل الأولاد
وأراني أنظر إلى امرأتي المؤمنة الصابرة الوفيّة ، فأُحِسُّ وكأنَّها تتماهى بالّلوحَةَ الحزينة، وقَلْبُها يُنشِدُ الأبياتِ التالية:ـ
زهـوريَ الخَمْـسُ أولادي هُـمُ أمَـلــــي
بِهِمْ بَسَمْتُ بثغْرِ الحُزْنِ والألَـــــــــــمِ
*
فزَيَّنَ البَعْضُ رأسـي واستطابَ يَــدي
ونامَ بَعْضٌ بحِضني باسـِمَ الحُلُـــــــــــمِ
*
وأَنْظُرُ الغَيْبَ أَستَعْطــيْ مَراحِمـَـــــــــهُ
لمنْ أُحبُّ ومن يسري اسمهم بدمــــي
*******
وكبُرالأولاد(3 ذكور+2إناث).....وسَعِدنا بهم إلاّ من بعض، فقلتُ لها مخفّفا عنهاحزنَها:ـ
لقدأعزّنا الله بمن رشَدَ من أولادنا فكان لنا زينة في الحياة الدنيا
وأكرمنا الله بمن أخطأ منهم فهَداه الله ، فاستقام وانتصر على نفسه وعلا
ويُخطئ المرء الذي لا يرحمُ الخاطئين ولايأخذُ بيدهم ، فقد ظلمهم وظلم نفسه،وكفاهم رحمة الله بهم حين قال في قرآنه لنبيه الكريم:ـ
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم
صدق الله العظيم
فاخرجي من أحزانك وابتسمي للحياة، فلاعائلة تخلو من أخطاء الأبناء إلاّ ما ندر، تلك هي سنة الحياة.
قالتْ : والناس .. آه من الناس، فأوّل الألسنة المخلبية التي تنال من الخاطئ هي مخالبُ ذوي القربى
قلت : عليك أن تعيشي جمال ورودك العائلية، واصبري وصابري على ما يقولون ، مادام الذي أخطأ قد استفاد من تجاربه وبدأ بتصويب ما أخطأ فيه
أمّا الناس فدعيهم لله الذي لن يرحم مَن لا يرحم
وردّدتُ على مسمعها بيتاً للإمام الشافعي رضي الله عنه:ـ
لسانك لاتذكرْ به عورةَ امرئ * فكلّك عوراتٌ وللناس ألسنُ