الحمد لله وحده ،
سأل الإمام جعفر بن محمّد بحضرة أبي جعفر المنصور عن الصلاة وحدودها فقال " للصلاة أربعة آلاف حدّ لست تفي بواحد منها فقال أخبرني بما لا يحل تركه ولا تتم الصلاة إلا به ؟ فقال لا تتم الصلاة إلا لذي طهر سابغ، وتمام بالغ غير نازغ ولا زائغ، عرف فأخبت فثبت وهو واقف بين اليأس والطمع والصبر والجزع، كأنّ الوعد له صنع والوعيد به وقع ، بذل عرضه وتمثل غرضه، وبذل في الله المهجة وتنكّب إليه المحجّة غير مرتغم بارتغام يقطع علائق الاهتمام بعين من له قصد واليه وفد وعنه استرفد ، فإذا أتى بذلك كانت هي التّي تنهى عن الفحشاء والمنكر " الحديث ، ويطول بيان هذا الحديث الشريف على مسلك أهل المعرفة وتطبيقه مع أركان الصلاة ومقاماتها ، ولعلنا نشير إلى بيان بعض فقراته في بعض المقامات ، فلو كانت هذه الحدود أربعة آلاف التي ذكرها الإمام الصادق من الحدود الظاهرية والآداب الصوريّة لم يقل لست تفي بواحد منها لأنه من المعلوم أن كل أحد يستطيع أن يقوم بالآداب الصورية للصلاة لكن قطع العلقة عن غير الحق والوفود إلى حضرته وبذل المهجة في سبيله وترك الغير والغيرية بالمرّة من الأمور التي لا تتيسر لكل أحد سوى لأهل المعرفة وأصحاب المعارف الإلهية والأولياء الكمّل المحبّين والمجذوبين فطوبى لهم ثم طوبى لهم وهنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم.