عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 01 / 2017, 20 : 12 AM   رقم المشاركة : [11]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: ارحموني - قصة قصيرة

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض محمد سليم حلايقه
ارحمُونِي!!
وصَلَتْ إلى درجةٍ من الإحباطِ لم تعْهَدْها من قبلُ؛ فالحربُ أتتْ على الأخضرِ واليابسِ, الخوفُ تملَّكَ الجميعَ، الطائراتُ ما برِحتْ تُلقِي بحِمَمِها في كلِّ مكانٍ, بيتُها القابعُ بطرفِ مدينةِ حلَب الشَّهباءَ التي لوَّنَها السَّوَادُ, الليلُ أرخَى سدائلَهُ, والظلمةُ سَيِّدَةُ الموقفِ, شمعةٌ حزينةٌ رأسُها الملتهبُ يتراقَصُ يُمنةً ويُسرةً كالذبيحةِ, لا تدري كيفَ خطَرَ ببالِها تلكَ اللحظةَ المشحونةَ بالخوفِ والألَمِ أن تُمارِسَ هوايتَها في الرَّسمِ, تَذَكَّرَتْ ذلك العصفورَ الجميلَ الذي كانتْ زقزقَتُهُ مصدرَ سعادتِها كلَّ صباحٍ وهوَ يشدُو بسُموفنيَّةٍ تُطرِبُ الآذانَ, قرَّرَتْ أنْ تَرْسُمَهُ, بدأتْ بِمِنقارِهِ الورديِّ وهوَ يشدُو فغلَبَها النُّعاسُ، في الصَّباحِ سمعتْ صوتًا مُزلزِلًا, الطائراتُ تُحلِّقُ في السَّماءِ, زُلزِلَتْ الأرضُ وتَفَجَّرَتْ المنازلُ, كانَ هناكَ صوتٌ غريبٌ يستغيثُ بِقُوَّةٍ: ارْحمُونِي, أرجُوكُم أطلِقُوا سَرَاحي؛ لا أستطيعُ العيشَ هكذا في هذهِ الظروفِ, تَتَبَّعَتْ الصوتَ... كانَ العصفورُ يرتَجِفُ كوَرقَةٍ في مَهَبِّ الرياحِ، عيناهُ تكادُ تخرُجُ من مِحجرَيهما وهو يستغيثُ, تَأمَّلَتْهُ عن قُرْبٍ، كانَ يُشيرُ لجناحَيْهِ المَفقودَيْنِ, أسرعتْ لِرِيشتِها فَرَسَمَتْهُما علَى عَجَلٍ؛ فخَرَجَ مُسرِعًا من النَّافذَةِ وهوَ يَصيحُ: هذهِ جَهَنَّمُ!! فأينَ الجَنَّةُ التي عَهِدْتُها؟... يا ليتَني بقيتُ ذكرى فلم ُأرسَمْ؛ فما يُشهَدُ لديكُمُ إلَّا التوَجُّعُ!!... كانَ اللهُ في عونِكُم.

[align=justify]أخي الغالي رياض.. أسعد الله أوقاتك..
هذه القصة جميلة بحق، وكان من الممكن أن يزداد جمالها أكثر لولا بعض الهنات التي يمكن تداركها.. من ذلك قولك: (الليلُ أرخَى سدائلَهُ) والأصوب والأجمل (الليلُ أرخَى سدولَهُ)، و(لا تدري كيفَ خطَرَ ببالِها تلكَ اللحظةَ المشحونةَ بالخوفِ والألَمِ أن تمارس هوايتها) والصواب (لا تدري كيفَ خطَرَ ببالِها في تلكَ اللحظةَ المشحونةَ بالخوفِ والألَمِ أن تمارس هوايتها)، و(يرتَجِفُ كوَرقَةٍ في مَهَبِّ الرياحِ) والأصوب والأجمل (يرتَجِفُ كوَرقَةٍ في مَهَبِّ الريحِ) إذ لا حاجة للرياح بصيغة الجمع من أجل جعل ورقة ترتجف، و(عيناهُ تكادُ تخرُجُ من مِحجرَيهما) والصواب (عيناهُ تكادان تخرُجان من مِحجرَيهما)..
وبالإضافة إلى هذه الهنات اللغوية، ثمة ما يمكن تعديله من الناحية الدلالية ليصير التعبير أقوى، من ذلك مثلاً قولك: (كان يشير لجناحيه المفقودين)، دون أن تقول للقارئ بماذا كان يشير.. وبالتالي لو قلتَ (كان يُحرِّك رأسه الصغير يمنة ويسرة وكأنه يشير لجناحيه المفقودين) لجاء التعبير أكثر دلالة وقوة ووضوحاً..
أخيراً، من الناحية الفنية البحت، كان من الأفضل عدم التكثيف اللفظي على حساب الدلالة والحبكة، من أجل إكساب القصة صفة (قصة قصيرة جداً)..
أرجو أن يتسع صدرك لملاحظاتي التي سقتها عن حب ورغبة في أن تكون قصصك أكثر جمالية وتألقاً وتأثيراً في قارئها.. وإن وجدتَ أنني أخطأت أو أثقلتُ عليك، فأنا أستميحك عذراً ولن أعود لمثلها في المستقبل..
تقبَّل محبتي وتقديري لشخصك الكريم إنساناً ومبدعاً..[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس