[محمد توفيق الصواف]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري [align=justify]أخي الأكبر ، الدكتور الصواف ، طرح قيّم لواقع مرّ..والغريب أخي الغالي أنّ كثيرا من الدّهماء ، وحتى المثقّفين ، وحتى من أعضاء منتدانا (ابتسامة) يؤمنون بأنّ الغرب هم مثال الإنسانية ، ويولعون بكلّ ما هو غربي (مسيحي ، يهودي ، بوذي.....) وينحجّجون بما نحن عليه من تخلّف ، وما تساءلوا عن أسباب هذا التخلّف ، والكلّ لا يفرّق بين حقيقتين متناقضتين (الحقّ للأقوى وهو الأحق بالسيادة فيجب اتباعه ، والأقوى بالحق وهو الأحق بالسيادة ويجب اتّباعه) !! شكرا لك لأنك أنصفتَ أخاك (الصالح) وثمّنتَ أفكاره (والحديث قياس)..تقديري واحترامي..[/align]

[align=justify]أخي الحبيب محمد الصالح.. أسعد الله أوقاتك بكل خير..
رأيُك سليم تماماً بمواقف مسلمي اليوم السلبية تجاه إسلامهم على الرغم من أن الغرب المعجبين به يشنُّ عليهم الهجوم تلو الهجوم ليهزمهم بإبعادهم عن هذا الدين العظيم.. والغريب فعلاً، أن أتلقى اليوم بالذات مئات الرسائل التي تحثني على نشر رسالة تم إرسالها لي على الواتس أب، يتحدث مُرسلُها غاضباً عن بداية عرض الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في أوروبا..
أودُّ أن أقف عند هذه الرسالة وأمثالها قائلاً لمرسليها: لماذا لا تغضبون إلا عندما يتم عرض مثل هذه الأفلام المسيئة أو الصور الكاريكاتورية التافهة فقط؟ لماذا لا تقرأون ما يُنشر في الغرب من كتب يبدو معها هذا الفيلم وتلك الصور مجرد طفح على جلد عداوة الغرب للرسول صلى الله عليه وللمسلمين؟ بل لماذا لم يقرأ هذه المقالة إلا أقل من ثلاثين قارئاً في نور الأدب، ولم يُعلِّق عليها سوى اثنين أنتَ أحدهما؟!
إن هذا مزعج للغاية، حتى لو لم أكن أنا كاتب هذه المقالة، لأن عدم الاهتمام بها وبأمثالها يعني أننا نغضب غضباً فارغاً من المعرفة ومن التأثير، لفراغه من خلفيات العداوة الفظيعة التي يكنها غير المسلمين للمسلمين عموماً أيّاً كان مذهبهم وأيّاً كانت جنسيتهم أو لونهم، ولفراغه من أسباب هذه العداوة ومخططات أصحابها.. لكن.. لا فائدة..
أتعلم يا أخي يا محمد، وأرجو ألا تسخر مني، إذا قلتُ لك إنني بدأت أحسد بهلول على ما حصده من اهتمام، على قلته، وبتُّ أفكر جدياً بأن أكتب أبحاثي ومقالاتي بطريقة مختلفة، عسى أن يصل مضمونها للناس.. قديماً كانت المعرفة مطلوبة، ويبذل طالبها الغالي والرخيص لتحصيلها، واليوم صارت مبذولة على قارعة مواقع الانترنت، ولا تجد أحداً يلتفت إليها من العرب والمسلمين مجرد التفات، ومع ذلك نندب حظنا ونشتم عدونا؛ وأنا أقول للجميع: ما يفعله عدوكم بكم شيء طبيعي لأنه عدو، لكن ما تفعلونه أنتم بأنفسكم ولأنفسكم هو غير الطبيعي، إذ بدلاً من التصدي لهذا العدو بمحاولة التعرُّف عليه وقراءة كل ما يصدر عنه بمختلف اللغات، إذا بكم ترتمون على قدميه وتطلبون رضاه بالجهل الذي لا تخجلون من التباهي به أمامه ليزداد سخرية منكم!
أرجو ألّا تؤاخذني على عصبيتي هذه.. وشكراً لصبرك..
مع محبتي وتقديري..[/align]