عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 01 / 2017, 32 : 12 AM   رقم المشاركة : [123]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: هلموا معي بين أحضان جبال الريف .

وتستمر الرحلة ..
بعد أن نقضي ليلتنا بمصطاف اسطيحة المتوسطي نشد الرحال إلى قرية أسيفان على بعد 35 كيلومتر من الساحل .. سنتجاز طريقا وعرة رغم ما لحقها من إصلاح .. لكن قبل ذلك سوف نمر بسوق اسبوعي قرب اسطيحة وينشط كل يوم ثلاثاء .. يعني غدا إن شاء الله .. من يريد ان يقتني بعض الأشياء التقليدية الخاصة بالمنطقة والتي ورد ذكرها في الحلقات الماضية .. "شاشية" وهي قبعة مستديرة كبيرة تحملها النساء إضافة إلى منديل مخطط بالأبيض والأحمر .. و"ريحية" التي هي عبارة عن حذاء نسوي يستعمل لمثل هذه المناسبات .. والسوق الأسبوعي من هذه المناسبات وتستعد له النساء بكل أناقة والرجال أيضا لكن أقل بقليل .. سنستقل سيار نقل مزدوج وستلاحظون اكتظاظا يضفي جوا حميميا .. أحيانا تتعالى الأهازيج المحلية في حين تنطلق حناجر الرجال مدوية :
اللهم صل عليك آرسول الله
جاه النبي
جاه النبي العظيم
الجنة للصابرين
النار للقوم الكافرين
اللهم صل عليك أرسول الله

لن نبقى كثيرا هناك .. فأمامنا طريق ملتوية تنزل حتى أسفل الوادي في مكان يسمى "الزاوية" .. نمر بأطفال يشيرون بكل تلقائية محيين كل من يعبر بلدتهم .
نصل الى القرية الوديعة أسيفان .. وقد خيم عليها سكون المساء . سيستضيفنا أحد الأهالي ونقضي ليلتنا عنده متحلقين حول "الكانون" وهو عبارة عن حفرة توقد فيها النار للتدفئة والطهي أيضا . تهرع زوجته إلى ديك لم يلتحق بكوكبة زملائه بالخم وتدفعه إلى أحد الجيران ليذبحه .. من الآن بدأ اللعاب يملأ فمي ولا شك انكم مثلي (ابتسامة) .. فجو البادية يفتح سريعا شهية الأكل .
ونحن نتسامر حول النار متأملين لهيبها ، دامعة أعيننا بتأثير الدخان المتصاعد ، أحدثكم عن جولة الصباح .. سوف نقضي بعض الوقت في أسفل الوادي حيث "غدير شامة" .. لا شك أنكم تذكرتم عنوان قصتي المنشورة هنا .. هذه ليست دعاية لها (ابتسامة أخرى) .. لكن كونوا على ثقة من أنها مستلهمة من قصة واقعية .
اللبن والدقيق المفتول المسمى بـ"سيكوك" هو طعام القرى بالنسبة لهذه الليلة في انتظار أن ينضج الأكل .
يأبى صاحب البيت إلا أن يشنف آذاننا بإحدى الأغاني المحلية :
لله يا شيخ القبيلة
خليني نشوف جميلة
هي بغاتني أنا

وعلى نغمات هذه الأغنية .. تتسلل إلينا أنوفنا رائحة الدجاج اللذيذ .. وتظهر الزوجة حاملة طبق الخبز .. ومن ورائها صبية أعتقد أنها بنت الجيران تحمل قصعة تعالى منها بخار يسيل اللعاب . ،
تفضلوا بالصحة والراحة

https://www.youtube.com/watch?v=yf908cGQzm4
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس