26 / 01 / 2017, 55 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
|
حليمة
[align=justify]
حليمة
كانت تشاهد فلما اجتماعيا، لم يبق للبطل مأوى يرتاح فيه بعد أن فقد عمله؛ أودع أباه دار المسنين، مطأطأ الرأس حدثه بحسرة:
- كنت أبا طيبا؛ لم ترفع يدك علي يوما.
ضحك الأب ملء فيه؛ وليخفف من حزن ابنه قال له:
- سأرفعها عليك الآن.
صوب كلتا يديه عاليا، أطلق العنان لعناق حار؛ ضاما رأس ابنه إلى حضنه؛ أرداه صريع حنان، كفكف دمع عينيه وهو يودع أباه لأول مرة بعد أن ثبت الزمن أثره على جسمه النحيل.
تجاوبا مع حزن البطل تفتق سحاب مقلتيها؛ وكأنه على موعد مع هتون الدمع في الضفة الأخرى من خده. رأت في خريطة التجاعيد التي نشبت في وجه الأب ملامح الغالية، ازدادت دموعها حرارة وردت وجنتيها، بكت حتى انتفخ جفناها؛ اشتاقت إلى حنانها، إلى تقبيل يديها الكريمتين؛ كانت تصنع بهما دون مقابل ما يسد حاجة العائلة من ألبسة وأغطية صوفية، وكانت تكفيها زيارتهم المعتادة والتي تختمها بهدية أقلها دجاجة أو سلة بيض. ولكم أحزنها رفض حفيدتها لقبول جملة هدايا مرة واحدة؛ يوم فتحت دولابها وأمرتها؛ بصوت المسيطر على الوضع؛ بإفراغ صندوقها المفضل في حقيبة يدها؛ على أساس أنها أغلى الحفيدات على قلبها، ورغما عنها ألبستها إحدى أساورها الذهبية. كان رفض الحفيدة لطلب الجدة زيادة أمل في طول عمرها، وكانت تقرأها عبر نظرات عينيها عميق محبتها وحضورها الدائم.
عاد البطل متلهفا إلى دار العجزة لزيارة أبيه أول أيام الأحد كما وعده. أعرب له مدير الدار عن أسفه حيث كان يتصل به مرارا دون جدوى ليخبره عن وفاة أبيه. سقط من الفاجعة على كرسي جانب مكتب المدير، حزن كثيرا وهو يستلم أغراض الفقيد الشخصية، ساندت عبراتها دموع البطل وهي تقبل إسورة المرحومة التي تزين معصمها. انتهى الفلم واستمرت ذاكرتها في تمرير شريط علاقتها الحميمية بجدتها الحنون حليمة.[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|