عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 01 / 2017, 21 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

لا يمكن أن ننال شرف الحب الإلهي إلا من خلال باب المعرفة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وصحبه وكافة المرسلين وعباده الصالحين


عن أبى بن كعب أن المشركين قالوا للنبى صلى الله عليه وآله وسلم انسب لنا ربك ، فأَنزل الله تعالى : (قل هو الله أحد) ،
(هو) ضمير الشأن يذكر تفخيماً للأَمر على الإجمال والإبهام فيكون الذهن مترقباً لبيانه فيذكر الخبر المفسر له والذهن قد استعد لفهمه فيتمكن من فهمه والجملة خبره وهذا المعنى موجود لو قلنا جرى سؤال ما ربك ؟ ومن أى شىءٍ ؟ فكان الجواب (هو الله أحد) ، فالأحدية لا تحتمل الجزئية والعددية لتفرد الذات ( الله أحد ) أي المعبود الذي يسأله الخلق عن إدراكه والإِحاطة بكيفيته فكان الجواب أنه (أحد ) وأنه متعال عن صفات خلقه
(الله الصمد) أي الكامل فى جميع أفعاله وصفاته وهو الصمد ليكون المعنى إن لم يتصف بالصمدية لم يستحق اسم الأُلوهية
فالصمد الذى لا تعتريه الآفات ولا تغيره الأوقات، الذى ليس له زوال ولا لملكه انتقال ، فلا صمد إلاَّ الله عز وجل وهو السيد الذى لا أحد فوقه ، فهو الذى يقصد فى الحوائج وهو الذى انتهى إليه السؤدد وكمل فى شرفه ولا يحتاج إلى غيره ، القائم بنفسه الغني عن غيره ، وهوالمتعالي عن الكون والفساد ، والصمد الذي لا يوصف بالنظائر
عن ابن عباس رضي الله عنهما : جاء أناس من أحبار اليهود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا يا محمد صف لنا ربك لعلَّنا نؤمن بك فإن الله أنزل نعته في التوراة ؟ فأنزل الله (قل هو الله أحد ) سورة (الاخلاص ) وهي نسبة الله ، (الله أحد ) أي واحد في الإِلهية والقدم ، أي واحد في صفة ذاته لا يشركه في وجوب صفاته أحد ، فإنه يجب أن يكون موجوداً عالماً قادراً حياً ، ولا يكون ذلك واجباً لغيره ، واحد في أفعاله لأن أفعاله كلها إحسان لم يفعلها لجرّ نفع ولا لدفع ضرر فاختص بالوحدة من هذا الوجه ، إذ لا يشركه فيه سواه ، واحد في أنه لا يستحق العبادة سواه لأنه القادر على أصول النعم من الحياة والقدرة ، فهو الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) (لم يلد ) لم يخرج منه شيء كثيف كالولد ولا سائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين ولا شيء لطيف كالنفس ولا ينبعث منه البدوات كالسنة والنوم والخطرة والغم والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسآمة والجوع والشبع تعالى أن يخرج منه شيء وأن يتولد منه شيء كثيف أو لطيف ، (ولم يولد ) أي ولم يتولد من شيء ولم يخرج من شيء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء والدابة من الدابة والنبات من الأرض والماء من الينابيع والثمار من الأشجار ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الأذن والشم من الأنف والذوق من الفم والكلام من اللسان والمعرفة والتمييز من القلب والنار من الحجر لا بل هو الله الصمد الذي لا من شيء ولا في شيء ولا على شيء مبدع الأشياء وخالقها ومنشىء الأشياء بقدرته يتلاشى ما خلق للفناء بمشيئته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه ، فذلكم الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، ( ولم يكن له كفواً أحد ) أي لم يكن له أحد كفواً أي عديلاً ونظيراً يماثله .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عمر الريسوني
 
لو أن الله تعالى فوض أمر خلقه الى أحد
من عباده ومكنه وكان خيرا غنيا لأزال
العذاب عنهم وهذا الراحم أنا وأمثالي
وهو أرحم الراحمين
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس