ما شاء الله أحبتي الكرام فكم أسعد والله بمداخلات الأحباب الطيبة التي نرتشف
منها أنوارا مزهرة تحيي القلوب الزكية ، فوالله كم أتأمل هذه السورة في
كتاب الله عزوجل ألا وهي سورة الاخلاص ، ولو ضعت سورة الاخلاص في
كفة ووضعت السموات والأرض في كفة أخرى لثقلت كفة سورة الاخلاص
بما تشمله من نور التوحيد الخالص لله فكم أتأمل أحبابي هذه السورة المباركة
في محاولة متواضعة مني الغوص في أسرارها ولطائفها العظيمة ، فما أجل
خطاب الله و( قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ) خطاب من مقام الأحديّة ولذلك أتى باسمه الخالص
من شوب الصّفات ، ففي الأحد مبالغةً فى الوحدة والبالغ فى الوحدة أن لا يكون فيه
شوب كثرةٍ بوجهٍ من الوجوه لا كثرة العدد ولا كثرة الأجزاء المقداريّة ولا كثرة الأجزاء
الخارجيّة من المادّة والصّورة ولا كثرة الأجزاء العقليّة من الجنس والفصل أو من المهيّة
والوجود، وبهذا المعنى لا يوصف به الاّ الله ، فسبحان الله .