وبالنسبة لمداخلة الأخت الكريمة عزة عامر، وسؤالها الحصيف
المتعلق بما ذكرته في الموضوع (فإنه يجب أن يكون موجوداً عالماً قادراً حياً
ولا يكون ذلك واجباً لغيره ) ذلك لأن الله سبحانه وتعالى متفرد بصفة الأحدية ، ولا يبرز معنى
الأحدية الا اذا تجاوزنا مفاهيم المنطق العقلي فاذا كانت الأينية
والكيفية من تصور العقل المخلوق ، فهذا العقل لا يمكن أن يحيط بما وراء الحدود
المرسومة له بعناية وحكمة ، كما أن هذا العقل يستكين ويخضع لما يعرف حدود
مقدراته ، وتتراءى له هذه الحكمة العظيمة المودعة ، فيوثق معارفه لما هو أعظم
وأكبر وأجل ، وهذا يؤثر بايجاب على سماته العقلية والسيكولوجية وتسكن نفسه ويدخل
في جنان من الرضا والتسليم والموافقة ، لذا كان تفسير الاله أي هو الّذى أله الخلق
عن درك مائيّته وكيفيّته بحسٍّ او بوهمٍ ، بل هو مبدع الأوهام وخالق الحواسّ ، فالله تعالى
أظهر ربوبيّته فى ابداع الخلق وتركيب أرواحهم اللّطيفة فى أجسادهم الكثيفة فاذا نظر عبد
الى نفسه لم ير روحه ، فمتى تفكّر العبد فى مائيّة البارى وكيفيّته أله فيه وتحيّر ولم تحط فكرته
بشيءٍ يتصوّر له لانّه عزّ وجلّ خالق الصّور فاذا نظر الى خلقه ثبت له انّه عزّ وجلّ خالقهم ومركّب
أرواحهم فى أجسادهم ، لذا أختي الكريمة عزة عامر فكل تصورعقلي محدود عن صفات الله العظيمة
فالله تعالى بخلاف ذلك وهذا هو المدلول العميق لحقيقة صفة الأحدية والتي توجب أن يكون موجوداً
عالماً قادراً حياً ولا يكون ذلك واجباً لغيره .