ما شاء الله عليك أخي الحبيب يوسف فلقد تلألئت الأنوار بطلعتك
وحب هذه الأنوار العرفانية من حب الله ورسوله ، فالحبيب رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد العارفين أمره الله أن يقول
(وقل ربي زدني علما ) الآية ، وما أجمل أن يغترف العلم من معينه
الأطهر ، ومن فضائل هذه السورة العظيمة ما ورد في الخبر ( من
قرأ قل هو الله أحد مرّةً بورك عليه، فان قرأها مرّتين بورك عليه
وعلى أهله، فان قرأها ثلاث مرّاتٍ بورك عليه وعلى أهله وعلى
جميع جيرانه، فان قرأها اثنتى عشرة مرّة بني له اثنا عشر قصراً
فى الجنّة ، فتقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر الى قصر أخينا! فان
قرأها مائة مرّة كفّر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ما خلا الدّماء
والأموال، فان قرأها أربعمائة كفّر عنه ذنوب أربعمائة سنة، فان
قرأها ألف مرّةٍ لم يمت حتّى يرى مكانه من الجنّة أو يرى له ) ،
فما بالك أخي يوسف لمن وعاها وفقهها واشتغل بها وبلغ مقاصد
التوحيد فيها لأمة التوحيد ، ولقد روى انّه جاء رجل الى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فشكى اليه الفقر وضيق العيش فقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذا دخلت بيتك فسلّم ان كان
فيه أحدٌ وان لم يكن فيه أحدٌ فسلّم واقرأ قل هو الله أحد مرّةً واحدةً ،
ففعل الرّجل فأفاض الله عليه رزقاً حتّى أفاض على جيرانه ، ودمتم
طيبين مكرمين أخي الحبيب يوسف .