ومعنى الله أحد : أن الله منفرد بالإِلٰهية لا يشاركه فيها شيء من الموجودات
وهذا إبطال للشرك الذي يدين به أهل الشرك، وللتثليث الذي أحدثه النصارى
ثم إن الأحدية تقتضي الوجود لا محالة فبطل قول المعطلة
أحدية الله أحدية واجبة كاملة، فالله تعالى واحد من جميع الوجوه، وعلى كل
التقادير فليس لكُنْه الله كثرة أصلاً لا كثرة معنوية وهي تعدد المقوّمات من
الأجناس والفصول التي تتقوم منها المواهي، ولا كثرةُ الأجزاء في الخارج
التي تتقوم منها الأجسام، فأفاد وصف أحد أنه منزه عن الجنس والفصل
والمادة والصورة، والأعراض والأبعاض، والأعضاء والأشكال والألوان
وسائر ما ينافي الوحدة الكاملة
فقوله تعالى اللَّه أحد نظيره قوله تعالى في الآية الأخرى
إنما الله إلٰه واحد
فسورة الاخلاص نزلت بسبب قول المشركين: انْسُبْ لنا ربك، فكانت جواباً
عن سؤالهم : قل هو الله أحد فلذلك قيل له: ( قل) كما قال تعالى في شأن الروح :
جوابا عن سؤالهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الروح :
(قل الروح من أمر ربي )