الموضوع: جاهلية 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 09 / 2008, 43 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

جاهلية 2

[frame="10 98"]

جاهلية 2


وكأن الإسلام ما زار هذه الديار ولا حط رحاله هنا ، كأن معالمه اختفت ، تبخرت ، طُمست حروفها على مرّ الزمن فلم يعد يظهر منها إلا خيالات متكسرة ، مهشمة ، منقوشة على جدران باهتة وملامح من عدم .


تفحصت جيدا ً طقوس عبادتهم علّني أجد ضآلتي المنشودة فيها ، لكنني عبثا ً أحاول فما هي إلا حركات معدودة وإيماءات مرصودة وقلوب


وأفئدة جوفاء تديرها عقول مأجورة .


درت حول نفسي مستنكرة ، حاولت أن أفهم لغتهم ، ماذا يتكلمون ؟ ماذا يسّبحون ؟ من يشكرون ؟ لمن يستغفرون ؟


السلطان .. السلطان هو سيّدهم ، هو إلههم المزعوم على الأرض ، هو قِبلتهم للصلاة وله وحده عبارات شكرهم ودعاؤهم وإرضاؤه هو همهم الأول والأخير بل همهم الأوحد .


من أين سأبدأ معهم الحوار وكل الطرق إلى عقولهم مغلقة ، كل السبل إلى أفئدتهم متعرجة ملتفة بكل ألوان اللف والدوران ؟


كيف أبدأ معهم الحوار ودروبهم ملتوية وأفكارهم متحجرة وكلماتهم حروف مبعثرة في الهواء وقلوبهم كأنها قدت من حطب ؟


كيف السبيل إليهم وأعينهم لا تبصر أبعد من مرمى الحجر ؟ ولمن أمد ّ يدي وهم تماثيل


نحتت وُشكلت من باطن الصخر ؟


وكأن الإسلام ما زار هذه الديار وما حط رحاله هنا ، وكأن الإسلام ما انبعثت رايته من هنا وما رفرفت وما علت ، وكأن نبيّ الله ما تلا على أهل هذه الديار ثلاثين جزءا ًً من السور .


كأنها الجاهلية الأولى بعثت من جديد وامتدت أزمانها حقبا ً وحقب فانتشرت معالمها على كل الوجوه والصور ، رق في ازدياد وجَوار ٍ تملأ جنبات القصر وعبودية للناس ، للطير ، للشجر ، للحجر .


كيف السبيل إليهم وهم في غيّهم وطغيانهم يعمهون ؟ لا سبيل إليهم .. لا سبيل.. فلن يصلح العطار ما أفسده الدهر .

[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس