[رشيد الميموني]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما البعد عن الوطن ..البعد عن الأهل .. ( صار الوطن غربة وصار السفر دار )..موضوع للنقاش كثير من الشباب والفتيات يغتربون عن بلادهم في فترة من فتراتهم العمرية ..وغالبيتهم يكون هدفهم الأساسي هو إكمال تعليمهم في الدراسات العليا أو مرحلة البكالوريوس .. أو مجرد تحسين حالتهم المادية .... البعض منهم يتأقلم مع الحياة الجديدة بكل ما فيها من عادات وتقاليد ونظام حياة قد يكون مغايرا تماما للحياة التي كان يعيشها ..والبعض الآخر يصطدم بواقع حياة جديدة لم يحسب لها حسابا ... ولكن نجد أن معظم المغتربين يحلمون بالعودة يوما ما الى أوطانهم وينتظرون تحقيق الحلم بفارغ الصبر ولكن بعد العودة قد تكون الصدمة عندما يكتشف العائد أن الوطن لم يعد كما تركه وأن نار الغربة قد تكون أرحم .... وخاصة عندما تأتي الإجازة فيحزم المغترب أمتعته لقضاء الاجازة في بلده وبين أهله وما أن يجلس أياما إلا ويحن للعودة من حيث أتى معللا أن الغربة عن الوطن أرحم بكثير من نار الوطن لأنه يشعر بنفسه في وطنه غريبا والبعض ينظر اليه وكأنه سائحا وسيعود .... 1- هل يمكن أن يعتاد الإنسان على الغربة وتصبح العودة الى الوطن نهائيا أمرا لا يحدث إلا لظرف خارج عن إرادة المغترب 2- هل برأيكم أن الغربة توسع مدارك الشاب والفتاة وتنمي تجربتهم الحياتية ؟ 3- الغربة تقسي القلب وتجمد الأحاسيس ..نظرا للفترة الطويلة نوعا ما التي يتغيب الشاب والفتاة فيها عن الوطن والدار .؟ أتمنى أن تشاركوني آرائكم ..والمجال مفتوح لأي رأي آخر ..

[align=justify]العزيزة ناهد .. مرحبا بك وبمواضيعك القيمة ..
طبعا الغربة وضع لا يتقبله أحد إلا على مضض ولا يختاره طواعية وهي اشتقاق في رأيي من الغريب الذي يجد نفسه بعيدا عن أهله ووسطع وبيئته مما يجعله يحس أحيانا بالوحدة رغم اكتسابه لبعض الأصدقاء في بلاد الغربة .

قد يعتاد البعض على ذلك ويعتبر بلاد الغربة موطنا جديدا له ، لكنه حتما سيحتفظ ببعض الحنين إلى بلده الأول الذي ترعرع بين أحضانه ونهل من هوائه ومائه وخيراته . وقد تكون هذه الغربة اضطرارية إما لعوامل اقتصادية او سياسية حين يجد نفسه مرغما على طلب اللجوء وأحيانا إلى تغيير جنسيته كي يطمئن على وضعه .

الغربة تمكن من التعرف على اماكن جديدة والتعرف على ثقافات أخرى والاحتكاك بعقليات مختلفة مما ينمي المدارك ويوسعها وفي هذا اكتساب لتجارب أخرى تمكن الشباب من مواجهة الحياة بعزيمة وإصرار .

يقال إن البعيد عن العين بعيد عن القلب .. وفي هذه المقولة شيء من الصحة .. فالابتعاد عن الوطن لمدة طويلة تجعل المرء يبتعد بفكره ووجدانه عن وطنه وأهله رغم احتفاظه بالحنين إليهم .. لأن عامل الزمن كفيل بأن يجعل الأحاسيس تخبو فورتها .. لكن هذا لا ينطبق على الجميع .. فهناك من يبقى زمنا طويلا في غربته لكن حلم العودة والاستقرار بوطنه لا يفارقه .

تحية مودة أختي ناهد [/align]