الموضوع: أقلام الطريق
عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 02 / 2017, 58 : 02 PM   رقم المشاركة : [19]
بشرى كمال
كاتب نور أدبي ينشط
 





بشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant futureبشرى كمال has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: أقلام الطريق

القلم السابع

[align=justify]ابتعدوا عنا... ابتعدوا عنا ...دعونا ...دعونا يا أوغاد. كانت أصواتنا أنا وأمي وأخي تعلو المكان، ونحن نتعارك مع هؤلاء الجنود الغرباء الذين اجتاحوا بيتنا. جرني أحدهم خارجا، ورماني بعيدا كما ترمى حجارة صغيرة؛ حتى أنّت عظامي من ألم الاصطدام. أدرك أني سأعود توا إلى الداخل، فنادى زميله وكبلاني إلى جذع الشجرة أمام بيتنا. أخرجوا أخي صهيبا ضربا ولكما وبكل أنواع الضرب الممكنة، رموه عند قدمي هو أيضا. سقط بلا حراك، ووجه بطاطس صغيرة زرقاء وحمراء في كل جهة. الحمد لله كان يتنفس. انتبهت إلى أمي ... كانت متشبثة بأحد سواري المدخل. ضربوها في رأسها في ظهرها... اجتمعوا عليها ككلاب ضالة يضربونها، وكنت بالكاد أسمع صوتها وهي تقول: "بيتي...بيتي أو الموت... بيتي أو الموت." لم يزحزحها ضربهم، فهرول إلي أحدهم، وفك قيدي، واقتادني إليها. وضع البندقية عند رأسي، بل غرسها في جلدة رأسي. وكما في الأفلام رفعت يدي إلى الأعلى. فصاح أحدهم: "أنزل يدك أيها الغبي". وكانت البندقية المنغرسة في رأسي غير البندقية في الأفلام. كانت حقيقية، مرعبة، تعني الموت المحتم، وارتعاش جميع أعضائي. ضحكوا مني، وتوجهوا إلى أمي بالحديث، قائلين:
- اسمعي يا حاجة ...
وضحكوا ضحكا غريبا، واستمروا في ضحكهم قائلين:
-لن تموتي يا حاجة في بيتك أبدا. ستموتين ضائعة ...تائهة...فارة...لن تنعمي بموت هانئ. والآن إما تتركي هذا العمود اللعين، وهذا البيت اللعين، أو نعيد روح عزيزك هذا إلى خالقها.
استمروا في ضحكهم، وانهارت أمي ونزلت على الأرض. جمعت نفسها، ثم قامت وأخذت يدي. وهي تدعو عليهم: "يارب أرنا فيهم عدلك...يارب أرنا فيهم غضبك."
ساعدنا صهيب على النهوض، وجررنا أذيالنا ونحن نغادر المكان كرها.
- لا تبكي صهيب ...الرجال لا يبكون.
كنت أقول لأخي كل مرة.
- أمي إنه بيتنا نحن من بناه... أبي الذي أقام دعائمه ... هو الذي جلب طوبه على كتفه...إنه بيتنا كيف يأخذونه منا؟؟
لم تكن أمي تجيب، فأتوجه إلى أخي:
- لا تبكي أخي صهيب... الرجال لا يبكون.
أجابتني أمي هذه المرة:
- دعه يبكي... دعه يفرج عن نفسه... مازلنا في حاجة إليه.
- إلى أين سنذهب يا أمي؟
- لا أدري بني...سنتحرك إلى أن نجد مأوى نبيت فيه.
- أمي كيف أمكنك أن تصبري على ضربهم... ملون وجهك وجسمك يا أمي... كيف أمكنك تحمل كل ذلك.
نظرت إلي، بحنو:
- لم أكن أحس حينها يا بني، ماتت أحاسيسي حينها.
وهمت بإكمال حديثها، لكنها لم تفعل.
- لقد أخذوا منا كل شيء...كل شيء...
- ليس الأمر كذلك ...هذه أرض الأنبياء، وقد دخلها غزاة أكثر من عدد شعر رأسي، وخرجوا منها في كل مرة. لن يقتلعنا أحد من أرضنا...اسمع بني لا أدري ما الذي ستأتي به هذه الأيام العصيبة...أريدك أن تضع ما سأقوله حلقة في أذنك. و أريدك أن تسمع وأن تفهم... نحن أقوياء لا يهزنا أحد... وقوتنا ليست في سلاح، ولا في أنفسنا، ولا أموالنا، ولا في تجمعنا. قوتنا في يقيننا... تذكر قوتنا في يقيننا بالله. وهذه قوة تصنع المعجزات. تذكر ذلك؛ هي قوة تصنع المعجزات... ثم إننا عندما نحارب، نحارب من أجل الحرية. نحن خلقنا أحرارا، وسنظل أحرارا... لن يستعبدنا أحد.
توقف أخي صهيب عن البكاء، وتحركنا ثلاثتنا ومعنا رابعنا. ثم انتبهت لقلم أمي مرميا على الأرض وراءنا.
- أمي ها هو قلمك هناك... انتظراني ريثما أجلبه إليك.
- دعه... دعه بني ... هناك من سيحتاج إليه.[/align]
بشرى كمال غير متصل   رد مع اقتباس