10 / 02 / 2017, 27 : 03 PM
|
رقم المشاركة : [22]
|
كاتب نور أدبي ينشط
|
رد: أقلام الطريق
القلم الثامن [align=justify] من أين أتيت بهذا القلم ؟ أين عثرت عليه ؟ أين ...أين...؟ أنى لي أن أتذكر مع كثرة أسفاري. آه كم أحن إلى الاستقرار. كم أحن إلى أن أعيش في مكان واحد ...واحد فقط. حينها سأربي قطة بيضاء تتنقل في أرجاء بيتي، وتستقبلي بصوتها الحنون عند عودتي كل مساء. سأفتح نافذتي كل صباح على نفس المنظر، واستنشق هواء نقيا، وسأضع على حافة شرفتي أصصا زهور ونباتات منزلية. سأسقيها كل يوم ... لن تذبل أبدا لأني لن أتأخر عنها أي يوم. سأنتظر أن تنمو وتتفتح. سألوح لجيراني من الشرفة وأقول:صباح الخير، ومساء الخير.آه كم أحن إلى أن أعرف مكان كل شيء في بيتي. لن أستفيق كل ليلة مشتتا، متسائلا : في أي مكان بت. سأنام على نفس الوسادة، وسأفتح عيني على نفس الأثاث. مستحيل! مستحيل هذا لأني يعقوب المسافر الذي يطير في الصباح، ويأخذ غذاءه على متن القطار، ويمسي كل يوم في بلد. أحن إلى أن أرى وجه أمي كل يوم، وأسمع صوتها. لا أريد أن يأتيني من مكان بعيد، وينقطع بين الحين والآخر. لا يكفيني صوتها البعيد. أحن إلى أقبل يدها، وأقول لها: ادعي يا أمي. إن دعواتك مستجابة. ادع لابنك يعقوب أن يستقر في مكان واحد، و لا يعيش تائها لا يقر له قرار.
[/align]
|
|
|
|