[frame="13 95"][align=justify]
أزهار البرعي تصف معاناة طلاب غزة..
أحلام طلبة غزة بين غلق المعابر والحصار
منذ أن فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحصار على قطاع غزة، زادت مشكلة الفلسطينيين في القطاع تعقيدا من حيث الخدمات الاجتماعية والعلاجية. ويهدد الوضع الحالي بسبب الحصار بكارثة إنسانية خطيرة إذا لم تفتح المعابر لتسهيل حياة الناس و تنقلهم سواء للعلاج أو السفر أو الدراسة. إذاعة هولندا العالمية حاورت الطالبة الفلسطينية أزهار البرعي من قطاع غزة حول ظروف الطلبة الفلسطينيين العالقين بسبب غلق معبر رفح.
أزهار البرعي تصف معاناة طلاب غزة
ما هي المشكلة بالضبط بالنسبة للطلبة الفلسطينيين العالقين في قطاع غزة؟
في الحقيقة هناك مشكلة لكل من يقطن قطاع غزة ويحاول الخروج منه ومن بينهم الطلبة ممن يريدون استكمال دراساتهم في الخارج حيث أن الحصار على غزة لمدة تزيد على سنة ونصف يجعل من الصعب الالتحاق في الوقت المناسب بمقاعد الدراسة (...) هناك الآلاف من أصحاب المنح من الطلبة مسجلون في جامعات عربية وأجنبية لا يمكنهم مغادرة القطاع في ظل الحصار مما يهدد مستقبلهم ومنحهم. فالتعليم العالي في غزة محدود للغاية من حيث التخصصات.
ولكن أين توجد المشكلة بالضبط، هل هي في غلق معبر رفح الذي يشرف عليه المصريون؟
المشكلة من جميع الجوانب، من ناحية الحصار الإسرائيلي و أيضا إغلاق المعابر، كما تعرف المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي هو معبر رفح، والخروج من خلال المعابر الإسرائيلية يواجه قيودا أخرى ومن نوع آخر مثل غلق معابر بيت حامون المعروف بمعبر إيريز. لا يسمح للفلسطينيين العاديين الخروج من هذا المعبر، لا بد أن يكون لديك تنسيقات أمنية من خلال الضفة الغربية و حكومة الاحتلال الإسرائيلية وهذا غير متاح إلا في حالات إنسانية بالغة الصعوبة مثل حالات المرض المستعجلة.
نفهم من ذلك أن المعابر مغلقة من كلا الجانبين الإسرائيلي و المصري؟
حاليا، بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أصبح معبر رفح فلسطينيا مصريا وتوجد هناك معاهدة دولية تحكم هذا المعبر وتوجد فيها أطراف أوربية تراقب أعمال المشرفين على المعبر من حيث عدم مخالفته للقوانين الدولية. المشكلة الآن هي بعد أحداث يونيو بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، تحول قطاع غزة إلى منطقة لا شرعية بالنسبة إلى الحكومة في الضفة الغربية و بالنسبة إلى مصر أيضا. فهذه الأخيرة ترفض فتحه إلا بوجود أطراف من الحكومة الفلسطينية في رام الله، ولا يفتح المصريون المعبر إلا في ما يخص الحالات الإنسانية الطارئة وفي أوقات متباعدة جدا رغبة من الحكومة المصرية في التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة لكن للأسف الآلاف الذين يريدون السفر ومن بينهم الطلبة لا يستطيعون مغادرة القطاع، منذ أيام فتحوا معبر رفح ليومين وعليك أن تتخيل من بين سبعة آلاف شخص أرادوا السفر لم يغادر منهم إلا ألفان.
ألا يوجد في رأيك مخرج لهذه الأزمة من خلال المعابر الأخرى بالنسبة للطلبة على الاقل؟
جميع معابر قطاع غزة هي في الحقيقة معابر لمرور البضائع والمساعدات الإنسانية باستثناء معبري إيرز ومعبر رفح. وكما قلت لك معبر إيرز لا يمكن المغادرة منه إلا بصعوبة بالغة وهو مفتوح باستمرار لرجال الأعمال و الدبلوماسيين و الأعضاء في المنظمات الدولية و المرضى في الحالات الاستثنائية جدا لكن المواطن العادي لا يستطيع الخروج من هذا المعبر.
أزهار لنعد إليك، أنت طالبة في سن الرابعة و العشرين في ماذا تتخصصين وكيف تعايشين الحصار على غزة كطالبة؟
أنهيت دراستي في العام 2006 في تخصص الهندسة المعمارية من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة وكنت أنا ثالث أفضل طالبة في دفعتي، وأردت استكمال دراستي بالخارج في تخصص حفظ التراث المعماري وهو تخصص لا يوجد بغزة و للأسف الكثير من الأماكن الأثرية في قطاع غزة لا تلقى العناية اللازمة. عليك أن تتصور أناسا يعيشون في حالة حرب و بصعوبة يوفرون لقمة العيش لا بنائهم فمن الطبيعي أن لا يهتموا بأمور مثل حفظ الآثار و التراث .
ما هي الإجراءات التي يتبعها الطلبة للتسجيل في الجامعات و هل تلقيت مساعدة ما من طرف تلك الجامعة لحل مشكلة العبور؟
في الحقيقة في عام 2007 تقدمت للحصول على منحة من الحكومة الصينية التي تدعم الطلاب الفلسطينيين، وحصلت على المنحة للدراسة في جامعة تشانغ هان في مدينة تشيان الصينية. وللأسف ضاعت مني فرصة الالتحاق بها لأنني لم أتمكن من الخروج من قطاع غزة في الوقت المناسب بسبب الحصار و الإغلاقات الإسرائيلية المتواصلة. وأعدت المحاولة مرة أخرى ولكن هذه المرة إلى جامعة في ألمانيا وهي جامعة مارتن لوثر، وهي مشهورة بتخصص حماية المعالم الأثرية، فهو تخصص رائع في هذه الجامعة التي تعتبر الأولى على مستوى ألمانيا في هذا التخصص. وحصلت على قبول بسهولة بسبب ارتفاع العلامات التي حصلت عليها. لكن للأسف أنا لا يمكنني الجلوس على مقاعد الدراسة هناك لأنني لا يمكنني مغادرة قطاع غزة. انتهت تأشيرة الدراسة و جددتها مرتين وعليك أن تتخيل المعاناة: الاتصال بالجامعة لكي تؤكد وجودك وتحاول شرح الصعوبات الخ...لأنه في أي لحظة يمكنهم رفض قبولك.
يعني أنك على وشك تضييع الفرصة مرة أخرى مع الجامعة الألمانية؟
نعم للأسف، الدراسة في جامعة مارتن لوثر بدأت منذ اليوم الخامس و العشرين من شهر آب أغسطس الماضي، ولكن بسبب وضعي الاستثنائي و إنني حاولت الخروج يومي الثلاثين والواحد والثلاثين من معبر رفح ولم أتمكن، وصلت الجانب المصري وتمت إعادتي إلى غزة بحجة أن كل حاملي التأشيرات غير مسموح لهم الدخول من هذا المعبر وأنها تعليمات من أمن الدولة المصري ودون أي تفاصيل أخرى. تم إرجاع الجميع من حاملي التأشيرات وأغلبهم من الطلاب بناء على تنسيق مع الحكومة الفلسطينية التي أخبرتنا نحن الطلاب بالتوجه إلى معبر رفح وأن المعبر سيفتح خصيصا للطلاب. فوجئنا أن أصحاب الإقامات ممن كانوا يزورون عائلاتهم مازالوا يتنظرون للخروج أيضا من معبر رفح هناك باصات تم إرجاعها بالكامل بغض النظر عن من كانوا يستقلونها هل هم من المرضى أم من الطلبة. هناك العديد من المرضى تم إرجاعهم ونحن لا نعرف ما هي معايير الجانب المصري مع أن وراقنا كانت صالحة ومطابقة للمعايير.
كم هناك من الطلبة الفلسطينيين العالقين في قطاع غزة؟
حسب البيانات الموجودة لدى اللجنة الفلسطينية للطلبة العالقين والتي تطلب من الطلبة تسجيل أنفسهم، هناك أكثر من مائتين وتسعين طالبا يريدون مغادرة قطاع غزة من أجل استكمال دراساتهم في الماجستير والدكتوراه. خمسون فقط من هؤلاء الطلاب المسجلين تم التأكد من سفرهم من خلال معبر رفح فعليك أن تتخيل ما هي حجم المعاناة التي تنتظر مئات الطلبة الآخرين والعديد منهم لديهم منح دراسية والمشكلة هنا أنك عندما تتخلف بفصل أو فصلين يسقط منك الحق في هذه المنحة وكما تعرف ستون في المائة من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر أي أنهم لا يستطيعون الدراسة حتى في الجامعات المحلية وبالنسبة لهم فهم كالغريق الذي يتعلق بقشة، هي التي تفتح أمامهم مستقبلا يكمل حياتهم الأكاديمية والحصول على وضع أفضل ووظيفة أحسن، وبسبب الحصار يتم تدمير مستقبلهم كاملا، إنها سياسة تجهيل للشعب الفلسطيني.
ألا ترين في الأفق املأ لرفع هذه المعاناة عن قريب؟
أنا و الله أناشد العالم أن يتعاطف مع قطاع غزة وأن يدقق النظر في معاناتنا، هناك المئات من المرضى يموتون وعددهم قارب الثلاثمائة ضحية من المرضى الذين لا يستطيعون العلاج في الخارج.
لكن ما الذي يمكن للعالم أن يفعله في رأيك؟
في قطاع غزة المستشفيات متواضعة و لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة لمعالجة جميع الأمراض. قلبي ينفطر على الأطفال والرضع الذين يموتون لأن ’’إسرائيل’’ تغلق المعابر وتحاصر قطاع غزة ولو أراد العالم أن يرفع الحصار عن قطاع غزة لرفعه لكن للأسف لا أحد يهتم.. عند فتح المعبر لعدة ساعات في يومين يعتقدون أن المشكلة قد حلت لكن المشكلة لا تزال قائمة ولا أحد يفهم ذلك، نحن نحاول أن نطرق جميع الأبواب ولم نترك أي مؤسسة دولية في قطاع غزة إلا وخاطبناها، لم نترك وزارة حكومية و لا أهلية إلا واتصلنا بها... لكن مازلنا عالقين ومازالت المشكلة قائمة .
أجرى الحوار عبد العالي رقاد/ اذاعة هولندا العالمية
[/align][/frame]