عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 02 / 2017, 53 : 06 PM   رقم المشاركة : [18]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

رد: لا يمكن أن ننال شرف الحب الإلهي إلا من خلال باب المعرفة

ما أجل سورة الاخلاص الدالة على أنواع المعارف الإلهية والأوصاف القدسية ، ليس فيها أمر أو نهي وليس فيها ذكر للدنيا أو الآخرة ، ومن أسماءها سورة النسبة ، وسورة المعرفة ، وسورة الجلال ، وسورة الجمال ، وفي هذه السورة الكريمة الرد المزلزل على مَن ألحد فيها والرد على كل المشككين والمبطلين والملحدين في كل العصور ، ولقد ورد في الحديث النبوي الشريف والصحيح : أنها تعدل ثلث القرآن ، ومن أمعن النظر فيها رأى عجبا فهي كنز عظيم لأمة التوحيد حتى أن الحبيب رسول الله صلى الله عليه وآله عليه أزكى صلوات الله وسلامه عليه أخبر في الحديث الشريف والصحيح : أُسست السموات السبع والأرضون السبع على ( قل هو الله أحد ) ، وهذا بحرعظيم من العلم ، فما خلقت السموات السبع والأرضون إلاَّ لتكون دلائل توحيده، ومعرفة ذاته ، فتأملوا يرحمكم الله حقائق هذه السورة العظيمة : قل هو الله قل يا أكمل الرسل : أنه المعبود الحق المستحق للكمالات أحد لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، وذكر سبحانه ثانية اسمه الجليل الله للاشعار بأن من لم يتصف بهذه الصفات فهو بمعزل عن استحقاق الألوهية ، فألوهيته مستوجبة لجميع نعوت الكمال ، ثم أحديته الموجبة لتنزهه عن شائبة التعدد والتركيب أو المشاركة في الحقيقة وخواصها ، ذلك أنه الصمد المستغني بذاته عما سواه ، وافتقار مخلوقاته اليه في وجودها وبقاءها وسائر أحوالها ، ارشادا الى التعلق بصمديته تعالى والتلذذ بمعرفته ، لم يلد ردا على المبطلين والمشركين لفساد اعتقادهم في الملائكة والمسيح ، فهو سبحانه لا يجانسه شيء ولا يفتقر الى من يعينه أو يخلفه ، ولم يولد لاستحالة أنه تولد من شيء ، واستحالة نسبة العدم اليه سابقا ولاحقا ، ولم يكن له كفوا أحد مماثلا أو مشاكلا ، والمقصود نفي المكافأة عن ذاته تعالى
توقيع عمر الريسوني
 
لو أن الله تعالى فوض أمر خلقه الى أحد
من عباده ومكنه وكان خيرا غنيا لأزال
العذاب عنهم وهذا الراحم أنا وأمثالي
وهو أرحم الراحمين
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس