رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]سأدعك سيدتي .. لا لتعمي بسكون الكلمة ، بل بتأججها لأني أعلم مدى لهفتك لنبض الكلمة المتسارع وهي تنساب بين أناملك تارة نسيما رخاء وتارة ريحا صرصرا عاتية .. في حروفي مغامرات متعددة الشطآن فاختاري ما يحلو لك .. لكن دعيني أوجه بوصلتك إلى شطآن تجعل كل المصطلحات غير التي ألفناها .. فهناك دمع غير الدمع الذي نسكبه وألم غير الذي نعانيه وحزن مختلف عن الذي نقاسيه وضباب غير الذي يضفي على النفس كآبة ووحشة ..
هناك عالم يجعل الدمع لآلئ فرح تسكبه أعين مفعمة بالأمل والرجاء .. وألم يجدد للنفس عزيمتها ويمنحها إصرارا وثباتا .. هناك دنيا تلملم كل حزن فيصير حنينا وشوقا متأججا ونزوعا للانطلاق والحرية لتلتقي النفس بمن تهفو إليه وتحبه رغم المسافات .. ستوجهك بوصلتك إلى شطآن يغلف أفقها ضباب كثيف يوحي بالتأمل والسكينة في انتظار شمس تبدده فيتلاشى في دعة ودلال .
هناك ستقتحمين كل أحزانك و"تسكنين ضباب الأُمسيات" و"سحابات الصيف العابِرة" وكل سحابات الفصول الأخرى .. وستعلمين في كل لحظة تمر بك هناك على تلك الشطآن الغارقة في بحور الأمل والفرح أنك سوف تنبعثين حورية متسربلة بطحالب البحر ، مرتدية فيروزا ومرجانا ، لتغادري عزلتك إلى الأبد وتختزلين كل المسافات رغم تباعدها ليرسو شراعك على مرفإ من مرافئ حلمك .[/align]
|