رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
.. كثيراً ما حمل النسيم عِطرك، مُقتحِماً أنفاسي، وكثيراً ما رافقت رشفاتُ قهوتي أمنياتي بأن نلتقي..
يستعصي على الصمت إدراك كلماتنا، وعلى النسيم محو أحزاننا، كما الاقحوان أوان السفر نترك أبجديتنا مُبعثرة بين رُدهات الخريف الأصفر، فوق الأرصفة الساكنة! تتحدُ بصمت الطبيعة، المكان باردٌ، بارِدٌ ياصديقي، هُنا الوحدةُ مساحاتها اتسعت، بانتظار أن تأتي، رغم النسيم الذي عُتِقَ بنبض عطرك!
شاهدتُ جُرحاً نازفاً، مِن قلبٍ كان ينبِضُ إنسانيةً، على وقعِ خفقه تبتسم الشِفاهُ المحرومة حُباً، كم كان يُشعرها بالسلام، وكم بكت نزفه، إنها حُرمت الأحساس بالأمان، كما حُرِم نبضي إيقاع الوئام..
اِحلم صديقي، بأن نلتقي، فنتشارك القهوة والأحاديث، ونتشارك الجنون، ونتشارك صخب الأمكنة التي أتعبها صمتُ الإنتظار. اِحلم بأن نمنحها وردية الخطوات، لِتعود الأبهى من بين دروب مدينتنا، تحيا البداية معنا، ونحيا معها..
اِحلم بأن ترى مدينتنا تبتسمُ من جديد، تُعانق الألق، فتعود تُعايش نبض الشباب، وتعود مدينتنا لنا على الدوام..
اِحلم ياصديقي، عِندما نلتقي، لا دَمعٌ يكوينا، ولا عيون ترصدُ حركاتنا، اِحلم يا صديقي، اِحلم، إنني أحلمُ بأن ينتهي حُلمي، لِتبدأه أنت!
أحلمُ بأن يندمل جُرحي، وطبيبهُ أنت، أحلمُ بأن أتصالح ومدينتي، فتكون أنت البادي بِترميم ما تصدع في الأعماق مِن مشاعر وأحاسيسٍ..
أحلمُ بأن أستلقي عِند حافةِ جبلٍ حاضِنةً هموم السنين، فأُلقي بها في غياهب الوديان، داحِرةً ما مر من أحزان، لِأجل أن نحيا ببعضٍ مِن أمان..
|