رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]حين أشرع نافذتي لتنعشني نسائم المتوسط المحملة برذاذه ، تتجه بوصلتي تلقائيا إلى حيث أنت .. وأشعر بما يشبه هبات مضوعة بياسمين حزين ينشد الفرح ويهفو للأمل .. فأعرف أن هذه الهبات ما هي إلا لفح من أنفاسك وأنها قبس من زفراتك ..
اعلمي يا صديقتي أن أنفاسك حملت كل الفصول في صقيعها وقيظها ودفئها ويناعتها .. وأن حزنك ووحدتك لاقت من نفسي تجاوبا فلذ لي أن أحزن معك وأعيش وحدتك ..
ما أكثر الجراح عزيزتي وما أشد آلامها .. وما افظع قسوة الأيام حين تشعرك بأن حياتك صارت قفرا وأن عمرك ما هو إلا صحراء قاحلة تهفو لقطرة غيث .
تتحدثين عن الحلم وهو ملاذي الأخير .. تعيشين على أمل أن نلتقي ولا تدرين أنه أمل لا يفارق مخيلتي ويعشش في ذاتي منذ الأزل .. تتحدثين عن فنجان قهوة وفنجاني لم يفارق يدي ، يشاركني حلمي أن أرتشفه معك يوما ما على عتبات هذا الصمت ومحطات الانتظار المضني واللامتناهي .
دعيني أحلم معك وأتسلل بين ثنايا الحلم إلى مدينتك لنمنحها معا دفء أمانينا وعبق أنفاسنا المحملة بآلامنا وآمالنا .
دعيني أحلم بلقاء تتحدث عنه الأساطير وتنتشر أخباره عبر الزمان والمكان .. حتى إذا توهج الحلم وتأججت الأمنيات ، ارتسمت أحلى بسمة على شفاه مدينتك .. عفوا .. مدينتنا ، وعاد إليها نبضها وحيويتها المفتقدة قسرا .
لنلتق إذا ولنضع حدا لهذا الدمع الذي يأبى إلا أن يأخذك مني ويبعدك عن ذاك الأمل الذي أحمله إليك بين ثنايا باقاتي التي لا تذبل ابدا .
لنلتق بعيدا عن العيون ، لا لأبدأ حلمك الذي انتهى ، بل لأواصل هذا الحلم الذي أريده دوما متغلغلا فيك معششا على الدوام بين جوانحك .
لنلتق ، ولأكن بلسما لجراحك وتكوني بسمة لزماني العابس .. لنلتق كي أزرع فيك بذور أجمل الأحاسيس وأبهى المشاعر ..
لتعلمي صديقتي أني وليد الجبال ورضيع الوديان وربيب الغدران . وفي استلقائك عند حافة جبل تكونين قد استلقيت على مهد أعددته لك سلفا . وسأكون هناك عند السحر ، لأشهد تناثر همومك وتلاشي أحزانك ليكون ذلك إيذانا ببزوغ فجر جديد ، لأهديك الفرح .. والأمل .. والحب .
[/align]
|