رد: الأعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية ( المجلد الثالث )
فؤاد نصار ( 1914- 1977 )
قائد فلسطيني بارز هو الأمين الأول للحزب الشيوعي الأردني ولد في بلدة بلودان السورية من أبوين فلسطينيين وفد اليها من الناصرة للعمل في التعليم .
عاد مع أسرته سنة 1920 الى مدينة الناصرة مسقط رأس والديه فأدخل المدرسة الإبتدائية. ولكنه تركها بعد أن أنهى الصف الرابع الإبتدائي فقد اضطر إلى الاشتغال عاملا في صناعة الأحذية للمعاونة في نفقات الأسرة إلى جنب والدته المدرسة . شارك في العمل الوطني منذ ثورة البراق 1929 وساهم في المظاهرات التي انفجرت فيها .وحين اندلعت ثورة 1936 - 1939 انخرط فؤاد نصار في صفوفها فاعتقل في العام الأول منها بتهمة تشكيل منظمة سرية معادية للانتداب البريطاني وبالرغم من أن المحكمة الادارية قضت بحبسه عاما ونفيه عاما أخر فإن حكومة الإنتداب أفرجت عنه مع بعض السجناء السياسيين وفرضت عليه الإقامة الجبرية في مدينة الخليل .ولكنها عادت بسبب استمرار نشاطه السياسي ونفته الى قرية يطة وسرعان ما قضت المحكمة بسجنه مرة آخرى . وفي سجن عكا التقى ببعض الشيوعيين الفلسطينيين أواخر سنة 1937 فبدأت رحلته مع الحزب الشيوعي الفلسطيني. بعد أن تعرف على أسس وقضايا النضال الطبقي والقضية الوطنية على حد تعبيره. وحين أفرج عنه فرضت عليه سلطات الانتداب الإقامة الجبرية في الناصرة. ولكنه هرب إلى الخليل حيث التحق بالثوار واستدعته القيادة العامة للثورة إلى لبنان في نهاية 1938 وعاد في مطلع 1939 الى فلسطين قائدا للثورة المسلحة في منطقة القدس والخليل خلفا لعبد القادر الحسيني الذي جرح في احدى المعارك وظل فؤاد نصار في موقعه هذا حتى انتهاء الثورة المسلحة اواخر 1939 . وقد خاض أثناء ذلك معارك مع القوات البريطانية بينها معارك كسلا وعرطوف وأم الروس ومار الياس ، وفيها تجلت بسالته ومنها اكتسب شعبيته وكنيته التي ظل يحملها إلى يوم وفاته : أبو خالد بالرغم من أنه لم يرزق أبناء . وأصيب بجروح بليغة في يده اليمنى وكتفه في تشرين الأول سنة 1939 .
وحين انتهت الثورة المسلحة غادر فلسطين الى العراق ووصل إلى بغداد مشيا على الأقدام فدخل الكلية العسكرية وتخرج منها بعد شهر. ساهم فؤاد نصار مع رفاقه الثوار الفلسطينيين الذين لجأوا الى العراق في حركة رشيد عالي الكيلاني وبعد اخفاق تلك الحركة انسحب ورفاقه إلى إيران ولكنهم عادوا إلى العراق بعد أن رفضت السلطات الإيرانية السماح لهم بالإقامة فنقلتهم السلطات العراقية إلى كردستان . ثم اعتقلت السلطات العراقية فؤاد نصار لبضعة أشهر في صيف 1941 وفي أواخر سنة 1942 أصدرت حكومة الإنتداب في فلسطين عفوا عاما عمن شاركوا في الثورة فعاد فؤاد نصار إلى بلاده ولكن سلطات الانتداب فرضت عليه الإقامة الجبرية في الناصرة . وحين تأسس مؤتمر العمال العرب في فلسطين انتخب فؤاد نصار أمينا عاما للمؤتمر كما أصبح مسؤولا عن تحرير صحيفة المؤتمر والعصبة الاتحاد طوال عامي 1946 و 1947 بعد نكبة 1948 تمزق شمل العصبة وأقام فؤاد نصار وبعض رفاقه في الضفة الغربية ثم اتخذت قيادة العصبة قرارها بتكوين الحزب الشيوعي الأردني وأصبح فؤاد نصار أمينه الأول وظل في موقعه هذا حتى وفاته. اختير فؤاد نصار في ربيع 1971 عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني كما منحته رئاسة مجلس السوفييت الأعلى وسام الصداقة بين الشعوب بمناسبة بلوغه الستين في تشرين الثاني سنة 1974 وكان الحزب الشيوعي البلغاري والدولة البلغارية قد منحاه من قبل وسام ديمتروف. لفؤاد نصار نشاط فكري واسع. ومن أبرز مؤلفاته : القضية الفلسطينية وموقف الزمرة المنشقة منها و المهمات المطروحة أمام الحزب الشيوعي الأردني في الظرف الراهن .
يتبع
|