رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
[align=justify]
الآن عرفت لم صرت أعشق الياسمين الدمشقي .. الآن فقط أدركت لم تتجه بوصلة شراعي شرقا وأنا القابع هناك عند التقاء المتوسط بالأطلسي . هناك الشروق وهناك الغروب .. وهناك في الضفة الأخرى إلى الشمال تتناهى إلي إيقاعات الفلامنكو وصيحات الغجر على ضفاف الوادي الكبير وهو يغازل اشبيلية .
الآن عرفت لم تغنيت دائما بانسياب بردى ، وشدوت بقمة قاسيون البيضاء ، وترنمت بهدير العاصي .
حين مددت يدك صديقتي ، كانت يدي ممدودة منذ الأزل على إيقاع نغم شجي يعلن عن ميلاد حب لا يشبهه حب في الكون :
هذي يدي ممدودة
مدي يدك
وتعالي نبحث عن ربى
لم تطرق
نبني بها عش الهوى
بالحب ، بالآهات
بخيوط شمس المشرق
منذ ذلك الحين انطلقت نحوك .. تسبقني مشاعري .. تتدافع كلماتي لتصل إليك قبلي .. كنت عكس تكتمك .. أعلن على الملأ أني عاشق .. فيتردد صدى كلماتي عبر الوديان والأحراش .. وتترنم به الجداول والروابي التي أينعت قبل الأوان .. فصار ذكره على كل لسان .. وتناقلته قوافل العاشقين في كل الأمصار ليكون زاد رحلتهم وبلسم جراحاتهم .
كنت في رحلتي إليك لا ألوي على شيء .. ترافقني كل الفصول فتشكلك صبية تعيش الحب وتتغذى بالحب .. وتحلم بالحب .. فكان حلمك مصدر إلهامي كي أهديك أجمل حب .
وعلى صخرتي التي جلست عليها أسترد أنفاسي اللاهثة إليك وأنظر إلى الأفق ، تجلى لي محياك الطفولي بكل عذوبته وتهافتت كلماتي لتنسج حولك هالة تحملك إلي وتجلسك بجانبي لنشرب نخب أجمل حب .
تتأملين معي اخضرار المروج واهتزاز الروابي فتعلو وجنتيك حمرة ، وأعلم أن كل ما حولك ينطق حبا وينفث فيك أولى شراراته ..
أحضن يدك في راحتي فتستكين في طمأنينة ودعة .. وأتأمل عينيك فأجد فيهما سهوما .. فأسألك :"أين سرحت ؟"
يجيبني صمتك أن شرودك حملك إلى هناك .. إلى منبع ألمك فأشد على أناملك برفق لتسري فيك نشوة أحاسيسي وتمنحك سكينة ..
اعلمي يا صديقتي أنني قد تخليت عن كل شيء من أجلك وأني عزفت عن كل شيء من أجل أن أحبك في صفاء ..
يجب أن تدركي أن عالمي قد احتواك لتصيري واحته الظليلة وأن حروفي اختارتك لتكوني أنثاي فترافقيني عبر الزمان والمكان .. إلى ما لا نهاية .
[/align]
|