رد: الاعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية : الجزء الرابع
محمد بن أحمد بن أيوب ( 576 _ 635 هجري ) ( 1180 _ 1238 م )
الملك الكامل ابن الملك العادل محمد بن أيوب أخي صلاح الدين . وقد أنابه عنه في حكم مصر في حياته فدافع عنها الحملة الصليبية الخامسة 1218_ 1220 م التي خرجت بحرا من عكا. ويبدو أن الكامل ورث عن أبيه العادل سياسة التجاهل المفرط مع الفرنجة حتى أنه عرض على الصليبيين أكثر من مرة الجلاء عن مصر مقابل إعادة بيت المقدس اليهم، والسماح لهم بإعادة مملكتهم في فلسطين. كما كانت قبل حروب صلاح الدين، ولكن غرور الفرنجة جعلهم يتطرفون في طلباتهم فانتهى الأمر بضياع الفرصة من أيديهم وطردهم من مصر سنة 1221م .
وإذا كان أبناء العادل الثلاثة الكامل والمعظم والاشرف قد تحالفوا لدفع خطر الحملة الصليبية الخامسة عن مصر فإن عقد هذا التحالف لم يلبث أن انفرط سنة 1223 م بسبب الخلاف بين المعظم عيسى صاحب دمشق من ناحية، واخويه الكامل صاحب مصر والأشرف صاحب الجزيرة وخلاط ارمينية من ناحية اخرى ، وعلى حين استنجد المعظم بالخوارزمية، أرسل اخوه الكامل إلى الإمبراطور فردريك الثاني في صقلية مبعوثا خاصا هو شيخ الشيوخ الأمير فخر الدين يوسف يطلب مساعدته، على أن يعطيه مقابل ذلك بيت المقدس وجميع فتوح صلاح الدين بالساحل. وكان أن استجاب ملك صقلية وامبراطور الدولة الرومانية المقدسة لهذه الدعوة بسبب ما كان يتعرض له من ضغط البابوية عليه في الغرب. ولكن حدث قبل وصول الامبراطور فردريك إلى عكا أن توفي المعظم عيسى الأيوبي صاحب دمشق في أواخر سنة 1227م الأمر الذي مكن اخويه الكامل والاشرف من اقتسام املاكه في دمشق وفلسطين، فأخذ الاشرف دمشق وخرج الكامل من مصر واحتل بيت المقدس ونابلس في صيف سنة 1228 م وأما الناصر داود ابن المعظم فقد ترك له عماه الكرك والشوبك وبعض المواقع الثانوية، ولكنه تنازل أيضا عن الكرك لعمه الكامل.
وهكذا وصل الإمبراطور فردريك الثاني إلى عكا سنة 1228م ليجد الكامل قد استغنى عن معونته . ولكن الأخير اضطر أمام استعطاف الإمبراطور له إلى أن يعقد صلح يافا سنة 1229م وبمقتضاه استرد فردريك الثاني للفرنجة دون قتال بيت المقدس فضلا عن بيت لحم والناصرة وتبنين وهونين وصيدا ، الأمر الذى الب الرأي العام في الوطن الإسلامي على الكامل وسياسته.
يتبع
|