الموضوع
:
همسات دمشقية
عرض مشاركة واحدة
24 / 05 / 2017, 03 : 01 PM
رقم المشاركة : [
25
]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: مصر
رد: همسات دمشقية
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق الصواف
[align=justify]
الهمسة (4)
ذات مساء سوري مُثقَلٍ برائحة الأسى، جلستُ إلى شرفة رغائبي، آملاً أن أرى ذكرى جميلةً مَضَتْ أغفو على ساعدها مُستذكِراً سعادةً غابرة، أو أرى حلماً جميلاً يتحقَّق في غيبٍ قريبٍ مُقبِل، فلم أرَ إلَّا عملاقاً بطول التاريخ البشري، اضطرَتْه طعناتُ الغدر إلى الانطواء على نفسه.. رفعتُ رأسه لأعرفَ من يكون، فإذا به شعبي، قد اتحدَ الألم في نظراته بالغضب..
على غير إرادة مني، انفلتَتْ (لماذا) كبيرة من فمي، وانطلَقَت تجوبُ أرجاء العالم صيحةً مُوجَعَةً مُتوتِّرَةً بكثير من الاستياء، آملةً أن تلقى أُذناً صاغية أو ضميراً ما زالت به من الحياة باقية..
لكن.. كم كانت دهشتي كبيرة، حين رأيتُ صيحتي تتقاذفها سخريةُ "أخٍ" عربي من هنا ولامبالاة "أخٍ" عربي من هناك..
ثم تدوسها بلاهة "أخٍ" مسلم أُوهِمَ أنَّه خرج ليُحارب "الإرهاب" فلم يَقتل سوى الأبرياء من أتباع دينه، وقام عدوُّه "المسلم" الواقف على الطرف الآخر من الخندق بقتل كلِّ المسلمين الذين صوَّرَهم له جهلُه كفرةً ومارقين..
وبين ساخرٍ وشامتٍ، من "أخوتنا العرب والمسلمين"، وبين لامبالٍ ومُكَفِّرٍ ومُحاربٍ للإرهاب، نَبَتَ نَبْتٌ شيطانيٌّ آخر أشدَّ إثماً ولؤماً، ذاك هو "الأخ" الذي غَطَّى شهوته بعباءة الرغبة في العمل الصالح، وجاء إلى خيام لاجئينا لشراء أعراض بناتهم الصغيرات بلقيماتٍ تُنقذُ باقي أسرهِنَّ من الموت جوعاً..
وبالإضافة لهؤلاء جميعاً، لم يعدم أبناء شعبي، والحقُّ يُقال، مَن لفَّ فضلاته بورقة زاهية الألوان، كَتَبَ عليها (صَدَقَة)، ثمَّ دَلَّاها لهم من علياء تكَبُّرهِ مربوطةً بحبل من المَنِّ والأذى غليظ...
أبعدَ هذا، ثمةَ من يمكن أن يلومَ السوريين إنْ كفروا بـ "الأُخُوَّتين العربية والإسلامية" المُعاصرَتَين؟![/align]
مابين الأسف ، والإعتذار تتردد عيناي في لحظة إلتقاط الصورة .. فيخلد الصمت والأسى في صدري .. وأتسأل من وجع ظني هل هذا هو عمل السوء بجهالة !! ؟؟
توقيع
عزة عامر
توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات عزة عامر