17 / 09 / 2008, 31 : 02 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
ضيف
|
خاتم سليمان
الأساطير والحكايات موجودة منذ الأزل ولا يخلو زمن إلا وفيه قصص أسطورية قد تكون مأثورة أو معاصرة وقد أخذت تلك الأساطير ألباب وعقول الناس من شدة الذهول والخرافة التي فيها حيث يتداولها جيل بعد جيل والكبير يخبر الصغير ومنها العديد من القصص التي يعتقد الناس أنها وقعت في زمنهم وهم كثيرون,, مثل أسطورة الغول أو العنقاء أو مارد المصباح ومغامرات سندباد وقصص ألف ليلة وليلة .. الخ ، وحتى الغرب لم يسلموا من الخرافة فقد اخترعوا الشخصيات الكثيرة والتي يتمنوا لو كانت حقيقة كالدراكولا والخوارق من سوبرمان إلى الرجل العنكبوت أو غزو الغرباء من الفضاء الخارجي للأرض حسب اعتقادهم !!
أتذكر عندما كنت في مرحلة الطفولة كنت أسمع عن خاتم النبي سليمان عليه السلام وما يحققه من أماني لمن يجده ولم أكن أتوقع أن أصادف ذلك الموقف الطريف... كنا نلعب في الحي الذي نقطنه بسيوف نصنعها من الخشب ودرع نصنعه من صفائح علب السمن البلاستيكية ونضل نتلاحق حتى وصلنا إلى منزل قيد الإنشاء أساسه كان عميق حيث صادف هطول الأمطار الخفيفة في ذلك الوقت.. وهنا جاءت لصديقي فكرة إستراتجية بقدر عقولنا الصغير وتفكيرنا البسيط في تلك المرحلة بأن نقوم باستدراج الأعداء الصغار إلى هذا الموقع وننصب لهم كمين ولكن عندما نزلنا إلى الموقع سمعت صديقي وهو يصرخ فرحاً لقد وجدت خاتم سليمان !!! وأنا أنظر إلية بغضب وأقول كيف وجده قبلي ؟!!! وقلت له دعني أراه ولكنه رفض وهرول ناحية منزلة وهو سعيد جداً وقد وجدنا أخوه الكبير في الطريق مصادفةً وهو يقول باستغراب ماذا حدث؟!!! فقال صديقي: وجدت خاتم سليمان يا أخي. هنا انتابته الدهشة وهو يتناول الخاتم المغطى بالوحل باهتمام ويضعه على راحة يده و..... وينفجر ضاحكاً وهو يقول : انه غطاء بيبسي !!!
هناك أيضاً الأساطير المرعبة والتي يتم روايتها خاصةً وقت المساء حيث يخيم السكون والصمت المخيف التي تكون في الغالب مقشعرة للأبدان وكلاً حسب الراوي ودرجة إقناعه بواقع القصة وزمنها الغير معروف والمخيف أكثر أن الرواة لا يهتمون إذا كان هناك طفل بين الحاضرين ومدى تأثير هذه القصص في نشأته ومنامة أيضاً لأنه يظل يحلم بالكوابيس ويشعر بالخوف حتى يكبر وحتى الأمهات عندما لا يستمع أطفالهم لطلباتهم يقومون بترهيبهم بإحضار الكلب مثلاً أو الأسد حتى يلتهمه إذا لم يقوم بما أمر به وهنا المصيبة الكبرى والخطأ الفادح الذي يجب أن ينتبه له الآباء مع أطفالهم ,,,
الأساطير لن تنتهي ... ولكن الأهم من ذلك أن نفرق بين الخرافة والحقيقة وأن يضل العلم السلاح القوي أمام الجهل الذي يساعد على انتشار تلك الخرافات التي لا يقبلها عقل ولا منطق... والسلام ختام.
بقلم / حفيظ ناصر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|