عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 06 / 2017, 06 : 02 AM   رقم المشاركة : [18]
عصمت شما
المدير المكلف بإدارة "الرابطة الفلسطينية لتوثيق الجرائم الصهيونية" بكالوريوس إدارة أعمال - محاسب متقاعد - مهتم بالتوثيق


 الصورة الرمزية عصمت شما
 





عصمت شما is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: على مائدة السحور وأ. عصمت شما

ذكرياتي في الكويت
أحست الحكومة الكويتية بنكبة أهل فلسطين وتشردهم في البلاد منذ عام 1948 فذهب عضو مجلس المعارف إلى دمشق لإحضار معلمين فلسطينيين لمساعدتهم بسبب النكبة، وأهل الكويت يعرفون إخلاص المعلمين الفلسطينيين ونشاطهم الذين عملوا في الكويت قبلا منذ العام الدراسي 1936-1937 حيث كانت أول بعثة من المعلمين الفلسطينيين. وكانت الكويت في ذلك الوقت تطل برأس خجول على الحضارة، ولم تكن هناك تقريباً غير مهنة التدريس مهيأة لاستقبال الفلسطينيين.
الكويت ما بين عامي 1956 و1986
كيف بدأت حياتي في الكويت
بعد استقرار والدي في الكويت استدعانا للعيش معه وكان ذلك في مطلع العام 1956 وكان عمري وقتها تسع سنوات، كان سفرنا بالطائرة ذات المحركين علمت بعدها أنها "داكوتا دي سي 2" ودخلت المدرسة في الكويت في الصف الثالث الابتدائي وقد كنت أدرس في دمشق في الصف الثالث الابتدائي أيضاً.
كانت الدراسة في الكويت من فترتين صباحية ومسائية وكانت وزارة المعارف توزع على طلابها وجبة الفطور وعندما أصبحت الدراسة من فترة واحدة صار الطلاب يتناولون وجبتي الفطور والغداء. وكان العام الدراسي ينقسم إلى ثلاث فترات وبعد عدة سنوات أصبح العام الدراسي من فترتين. وكانت مراحل الدراسة توزع بين الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالتساوي؛ أربع سنوات لكل منها. لم تكن في الكويت تفرقة بين أهل البلد وغيرهم فقد كان التعليم مجاني بالكامل؛ فبالإضافة للوجبات كانت وزارة المعارف (بعد ذلك سميت وزارة التربية) تقدم للطلاب وبالمجان الكتب المقررة والدفاتر والأقلام والمساطر والمحايات والبرايات والأدوات الهندسية والزي المدرسي والتنقل من المنزل إلى المدرسة وبالعكس. كانت العناية الصحية أيضاً بالمجان في المستوصفات والمستشفيات الحكومية للجميع. هكذا عاش الجميع في وئام حتى فترة متقدمة ومنذ أن التحقت بالتعليم في الكويت وحتى حصولي على الشهادة الثانوية لم يطرأ أي تغيير على ما ذكرت آنفاً. وكانت الدراسة تبدأ في 15 سبتمبر وتنتهي في 15 يونيو من العام التالي. انتقلت من المرحلة الابتدائية في العام الدراسي 1957 - 1958 إلى المرحلة المتوسطة في نفس المدرسة حيث أصبحت المدرسة "مدرسة حَوَلّي المتوسطة للبنين" تحوي فصولاً ابتدائية وفصولاً متوسطة (إعدادية) كانت المناهج والكتب مصرية لوقت طويل. وبعد حصولي على الشهادة المتوسطة انتقلت تلقائياً إلى مدرسة ثانوية في العام الدراسي 1961 -1962. وأثناء الدراسة الابتدائية والمتوسطة كانت أعداد الطلاب والمدرسين الفلسطينيين متواضعة، ولكن أثناء دراستي الثانوية لاحظت ازدياد أعدادهم بشكل ملحوظ. كان معظم المدرسين في الكويت من مصر الشقيقة والقلة كانوا من الفلسطينيين. تميز الطلاب الفلسطينيين بالمثابرة في التعلم وإحراز المراتب العليا على أقرانهم. وكان المدرسون الفلسطينيون مثالاً يحتذى بالإخلاص والتفاني في أداء الأمانة فتركوا أثرا حميداً لدى طلابهم وكانوا يفرضون احترامهم وهيبتهم على طلاب المدارس بشكل عام.
أزمة المياه والكهرباء
كان أول منزل أقمنا فيه عبارة عن غرف يتوسطها فناء مكشوف وكان الحصول على الماء ضرب من المعاناة. وكان بالبيت برميل له صنبور وكنا نشتري المياه بالكيل من البائع الذي يحمل قربة على ظهره ويصب الماء في ذلك البرميل. ثم تطور الأمر فأصبح البائع يجر خزاناً محملاً على عربة يجرها بغل.
لم تكن شبكة الكهرباء قد شاعت في البلد فكنا نبرد المياه بوضعها في جرة من الفخار كي تبرد قليلاً بفعل الهواء. كان المدرسون فيما بعد يحذروننا كتلاميذ من الاقتراب من أفياش الكهرباء والأسلاك المكشوفة حيث أن الكهرباء ستعم كافة المناطق في الكويت. آثر والدي الانتقال إلى بيت به كهرباء أصلاً. وشيئاً فشيئاً وبالتدريج أصبح لدينا مروحة سقفية ثم ثلاجة ثم غسالة ملابس ثم مكيف هواء متواضع.
المواصلات
كانت معظم الشوارع في الكويت رملية ولكم أن تتصوروا صعوبة إيجاد وسيلة نقل تقلنا للعاصمة الكويت لإحضار مؤن المنزل.
الإذاعة والتلفزيون
لقد كانت الإذاعة الكويتية ملاذنا للتسلية وطبعا بجهاز الراديو الضخم ذو الصمامات الذي لن ترونه الآن إلّا عند باعة التحف. وأذكر أن تلفزيون الكويت بدأ بث برامجه بالأبيض والأسود عام 1961.
العمران
كانت المباني في الكويت متواضعة إلا في العاصمة حيث تجد عدة مباني متعددة الأدوار.
العملة في الكويت
كانت العملة الرسمية في الكويت الروبية الهندية واعتمد الدينار الكويتي بعد الاستقلال
البريد والاتصالات في الكويت
كانت طوابع البريد في الكويت طوابع بريطانية تحمل صورة الملك جورج وصورة الملكة إليزابيث الثانية ومطبوع عليها بالحبر الأسود kuwait وذلك قبل أن تتبنى الكويت طوابعها الخاصة. أما التلفون فلم يكن متاحاً لمشتركي المنازل إلا بعد فترة من الزمن ليست بالقليلة.
كل ما سبق قد تغير وبتسارع كبير بعد الاستقلال عام 1961. فشهدت الكويت نمواً عمرانياً على نطاق واسع وأنشأت مدن لم تكن موجودة أصلاً، وعبدت الشوارع. أما أزمة المياه فقد حلت جذريّاً، فأنشأت شبكة مياه عمت جميع مناطق الكويت كي تصل مياه التحلية إلى كل بيت، وتطورت الخدمات المختلفة وأسست وزارات جديدة لتواكب النهضة العمرانية والتعليمية والثقافية والاجتماعية فأنشأت جامعة الكويت وتطور التلفزيون ليبث برامجه بالألوان وتعددت قنوات البث فيه. وأذكر حينما بدأت الاتصالات عن طريق خدمة الفاكس وكانت وقتها ثورة حقيقية. لم أشهد انبثاق خدمة الانترنت عندما كنت في الكويت.
أنهيت دراستي الثانوية من "مدرسة كيفان الثانوية" عام 1965 فشرعت أقدم طلبات الالتحاق بالجامعات المصرية والعراقية واليوغسلافية والهندية والباكستانية، وتلقيت قبولاً في أحد الجامعات الباكستانية وأحد الجامعات اليوغسلافية، وكان علي دراسة اللغة الصربية قبل أن أباشر الدراسة فيها، ولكن الدراسة في الباكستان باللغة الإنجليزية فآثرت الباكستان وسجلت في جامعة السند بالهندسة الكهربائية حيث لا يوجد لديهم هندسة الكترونية في تلك الجامعة، ونظراً لمرضي قطعت الدراسة فيها بعد ثلاثة أعوام وعدت إلى الكويت وسرعان ما سافرت إلى دمشق ودرست في "جامعة دمشق وحصلت على بكالوريوس في إدارة الأعمال عام 1972 فعدت إلى الكويت ولم تتح لي فرصة العمل كمدير لدى أي من الجهات لكوني حديث التخرج ولوضع الدولة حدوداً للموظفين من غير أهل البلد، فعملت في مجال المحاسبة. وكان أول عمل شغلته هو موظف في شركة صيانة سيارات أصدر فيها دفاتر المرور الجمركي "تريبتك" للسيارات. ثم أتيحت لي فرصة العمل في "البنك التجاري الكويتي" ولمدة خمس سنوات وبعدها عملت في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية في قسم البنوك التابع للدائرة المالية. تدرج عملي لديهم فمن ضابط حسابات أدير حسابات الخطوط الجوية الكويتية حول العالم حيثما كان للشركة مكاتب في الدول التي تطير طائراتها إليها. ثم مشرف قسم البنوك حيث كنت أبرم صفقات بيع وشراء العملات الأجنبية وتزويد المحطات (المكاتب) التي تحتاج إلى تمويل نقدي في الدول التي لا تكفي إيراداتها لتغطية نفقاتها. ثم بعد ذلك عينت كرئيس قسم البنوك على إثر اعتماد الشركة تعميم الكومبيوتر على جميع مكاتب المؤسسة في الكويت والخارج. ولقد اختارتني المؤسسة ضمن مجموعة لدراسة النظام ومن ثم العودة لتدريب الموظفين عليه. وتبعاً لقرار حكومي تقرر حكر المناصب القيادية بأهل البلد فقررت الانتقال إلى الخطوط الجوية الكويتية في جدة.
كان للوالدين الفضل الأكبر في تنمية انتمائي للوطن فكانا لا ينفكان عن سرد الذكريات عن الأرض والوطن وعن سرد ما سرهم وما ساءهم من أحداث وكيف أن عصابات الاحتلال كانت تجوب الشوارع وتدخل البيوت عنوة للبحث عن الثوار والأسلحة، فلم يجدوا في بيتنا غير صورة لعمي وهو بالزي العسكري فاتخذوها حجة لهم فعاثوا في البيت فساداً فأفرغوا محتويات خزائن الملابس وأحرقوها ولم يبقوا على شيء ينتفع به، كل ذلك بحثاً عن أسلحة. وأخرجونا بالقوة من المنزل، وحولوا المنزل فيما بعد إلى روضة للأطفال. وإن أردت أن أسرد ما فعله الصهاينة في فلسطين لاحتاج الأمر إلى مجلدات، ولعل مقالاتي عن "توثيق الجرائم الصهيونية في الأراضي الفلسطينية" في نور الأدب لدليل على ذلك.
عصمت شما غير متصل   رد مع اقتباس