رد: على مائدة السحور وأ. عصمت شما
رداً على الأخت بوران أقول:
كان المرحوم والدي/توفيق شما يحدثني وبشكل خاص جداً عن منزلنا الذي استولى عليه اليهود، ويصف لي غرفه ولمن خصصت كل غرفة منه له ولأعمامي مع رسم كروكي للمنزل وغرفه وشرفاته، وأنه يقع في وسط حديقة غنّاء تحوي ما لذ وطاب من الفواكه والخضار وأنواع الزهور وخاصة الورد الجوري حيث الشجرة الواحدة مطعمة بعدة ألوان. وقال لي: "هناك كنز مدفون في البيت دفنه أبي ولم أفطن لهذا الأمر إلا بعد أن هاجرنا وتركنا البلد، يا بني إن تمكنتم من العودة فاستخرج الكنز فأني شريك في هذا الكنز مع أعمامك".
أمّا بالنسبة للسؤال الذي وددت أن أُسأله فهو التالي:
لماذا لم تتركوا البلد مع من تركها عام 1948 والنتظرتم حتى عام 1951؟
والجواب:
إن جميع من هاجر من أفراد العائلة كانت هجرتهم عام 1948 كما بقية اللاجئين، لكن جدي لأمي لم يغادر أملاً في وصول الجيوش العربية ولكن مرت الأيام والشهور والسنين ولم تبدُ بارقة امل في دخول الجيوش العربية لتحرير فلسطين. وظل جدي وحيداً في ظل الاحتلال الإسرائيلي، فتلك خيبة أمل، وتلقى من أقربائه في سوريا والأردن الذين هاجروا عام 1948 طلبات لم الشمل. فلما عزم الأمر بالرحيل طالبته السلطات الاسرائيلية بالبقاء حيث أنه ما زال يعمل في نفس الوظيفة التي كان يعمل بها أيام الانتداب البريطاني. فكان رده أن الشوق قد شده للقاء أشقائه وأبنائهم الذين أرسلوا في طلبه عن طريق الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليين. فما كان منهم إلا أن رضخوا لطلبه. فانطلق هو وجدتي ووالديَّ وأنا وأختي وأخي (سبعة أفراد) إلى الأردن وحمل من البيت ما قدر له أن يحمل في شاحنة كبيرة فرغت على الحدود مع الأردن بشاحنتين ومنها إلى دمشق.
|