[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]

كلّ عام وأنتم إلى الله أقرب.. كل عام وأنتم بألف خير

يغادرنا رمضان المبارك بروحانياته وجماله وعباداته ويحلّ العيد .. والعيد اليوم هو عيد الرجاء بقبول طاعاتنا وعتقنا من النار .. كم أحسنا وكم تقربنا إلى الله بالنوافل.. كم حاولنا مساعدة أطفال أمتنا المحرومون من الزاد والأهل تفتك بهم الأمراض تحت هول جحيم الحروب.. كم التزمنا بأخلاق الإسلام وقيمه تعاملاته وأمانته وسماحته .. كم اقتدينا بروسلنا الكريم صلوات الله عليه بمكارم الأخلاق .. وكم سنكون بعد رمضان ..!

نحن لا نعيش زمناً عادياً.. نحن نعيش حرب عالمية على إسلامنا الصحيح ..زمننا هذا يلقي علينا أعباء هائلة لا يجوز معها أن نتفرج غير عابئين .. علينا اليوم أن أكثر من أي وقت مضى؛ أن نزود عن حياض الإسلام .. ليس بالشجار ولا بالغضب ولا بالسير خلف حركات مخترقة مشبوهة هدفها الأساسي تشويه الإسلام وهدمه من الداخل..!

علينا أن نعكس الصورة بالالتزام بأخلاقيات الإسلام وتعاليمه السمحة ، بأن نكون خير سفراء عن الإسلام .. نهتدي بهداه ونرتقي برقيه .. ديننا دين العقل والروح معاً وليس دين طقوس فقط .. دين الدنيا والآخرة .. دينٌ يفهم جيداً معنى التوحيد وتمجيد الخالق وتنزيهه سبحانه .. دين العلم – دين اقرأ – دين يرفض الخيانة والعمالة .. دين يمنح الإنسان حقه الإنساني كاملاً .. دين لا يعبد الأصنام على أشكالها .. لا أصنام الحجارة ولا أصنام شيوخ العشيرة والحكّام الخونة، والعزة بالإثم والعصبية والقبلية والمناطقية إلخ... دين يميز جيداً بين الحق والباطل .. والمسلم الحق ليس فقط من يلتزم بالصلاة والصيام .. بل من يرى الناس كل قيّم الإسلام في سلوكه ورقيه واتزانه وعلمه وحكمته وصدقه وأمانته .. المسلم هيّنٌ ليِّن بشوش صادق عطوف رحيم محب ، تنظر إليه فتطمئن ويغشاك شعور بالغبطة والسلام والأمان.. المسلم من يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه ...

أيكون عيد؟!..

نعم.. العيد عيد من يستطع أن يلتزم بأخلاقيات الإسلام قبل طقوسه ويربي نفسي على تغيير منهجه السابق..

عيد من يستطع أن يفرح قلب طفل لا معيل له ويسدّ جوع من أفقرته الحرب وحرمته الزاد!..

عيد من لم يستطع أن ينام بينما جاره جائع ولا أن يكسو أطفاله بينما أطفال من حوله لا يجدون من يكسوهم!..

عيد من لم ينسَ وفهم جوهر العبادة..

عيد من تمكن من أن يعمّر قلبه بالإنسانية ويغذي روحه بالنقاء بدل أن يعمّر موائده بما لذّ وطاب.

كل عام وأنتم بألف خير.. وعيدكم مبارك.. وأنتم إلى الله أقرب وفي أنوار ورحاب محبته وقبوله ورضاه..

أحببت ألا أكتفي بتهنئتكم ببطاقة معايدة مرفقة برسالة كما جرت العادة خلال الأعوام العشر الماضية وارتأيت أن أهنئكم باسمي وباسم أسرة نور الأدب بهذا الإصدار الخاص الالكتروني الذي يمكنكم الاحتفاظ به على أجهزتكم وفي مكتبتكم الالكترونية ، عسى الله سبحانه أن يتقبل منّا ومنكم عبادات شهر رمضان خالصةً لوجهه الكريم وأن يجعلنا وإياكم من عتقاء الرحمن في الشهر الفضيل.

يتميز هذا الإصدار بكونه كتاب أو كتيّب إسلامي إيماني ، احتفاء بالمناسبة العظيمة شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار .. الشهر الذي أنزل الله سبحانه فيه القرآن الكريم هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان .. شهرٌ فيه "ليلة خيرٌ من ألف شهر" وعيد فكّ الصوم والتقدم إلى الله سبحانه بصيامنا وصلاتنا وعبادتنا تقرباً وتضرعاً ، خالصة لوجهه الكريم، جَلّ جلاله سبحانه لا إله إلا هو الحيّ القيوم

وفي ختام هذا التقديم الذي قصرت فيه بلا شك بحق من لم أنشر لهم بسبب ضيق الوقت - من ساواك بنفسه ما ظلمك - فأنا لم أنشر لنفسي أي مادة رغم كثرة المواد والأبحاث الدينية والإيمانية التي سبق لي وأنجزتها ( لم يبقَ وقت ) بعد الجهد الكبير والأيام والوقت الطويل، الذي احتاجه مني .. هذا الكتاب أو الكتيّب والذي أقدمه صدقة جارية عن روح أبي الأديب المرحوم نور الدين الخطيب وروح أميّ وفقيدتي الأستاذة ومعلمة الأجيال الفاضلة السيدة بهية الرافعي .. وهو الإهداء الأول لروح والديّ .. راجية من الله أن يتقبله مني عنهما أجرٌ وثواب.. راجية منكم رجاء شديد وأمانة ، قراءة الفاتحة عن روح أمّي وروح أبي.

تعريف الألوهية في الإسلام

اسمحوا لي في ختام كلمتي، بتعريف الألوهية بشكل مبسط وسلس كما أفهم معنى الألوهية والتوحيد في الإسلام ، ولعلّ الله يكتب لي ولوالديَّ الأجر إن أحسنت هذا الشرح باختصار..

واجب الوجود – الحيّ ومصدر الحياة – ( مصدر الطاقة المطلقة التي تبرمج وتعطي الطاقة والحياة لكل ما في الأكوان – حسب الحاجة)

يحتاجه ويستمدّ منه كلّ ما في الكون ، وهو مكتفٍ لذاته بذاته – هو في كلّ مكان لا يحدّه مكان ولا يخلو منه مكان..

أزلي – أبدي لا تمرّ عليه قوانين الزمان لأنه صانع الزمان منظم الكواكب والنجوم والسموات والأرضين وواضع قوانين العوالم، ما نعرف منها وما لا نعرف.

وكل عام وأنتم بألف خير.
لوحة-الكتابة.jpg

ملاحظة هامة :
قامت صديقتي الأديبة والفنانة الدكتورة رجاء بنحيدا مشكورة بتصميم الغلاف بشكل فني سيروقكم كما راقني.. أرجو أيضاً أن يعجبكم تصميمي للصفحات والنصوص التي جعلت بعضها على خلفية صور .. على سبيل المثال لا الحصر ، مناجاة الأديب الأستاذ رشيد الميموني أردت أن تكون خلفيتها من جبال وبحر تطوان الحبيبة ، مدينته الغالية ..
أما خلفية صفحات المجلة فهي من أعلى رئيسيى نور الأدب ، مما أعطاها جمالية استثنائية ، كما رأيت أو ظننت ..
يهمني جداً بعد تحميلكم للكتاب معرفة آرائكم وانطباعاتكم وحتى انتقاداتكم حتى نحسن في الإصدارات القادمة، خصوصاً وأنه عملي الأول بكل ما احتاج من جهد ووقت.
تفضلوا جميعاً بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
رابط تحميل الكتيب:http://www.mediafire.com/file/wu549t0k8410i5h/%D8%A5%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1+%D8%B4%D9%87%D8%B1+ %D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%85% D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83.pdf
وهذا رابط تصفح الكتيب:
https://www.yumpu.com/xx/document/view/58957807/-
طبعاً يمكن تحميلها بصور أخرى بشكل صفحات للقراءة فقط على الانترنت دون تحميل.

[/align]