رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
إنه هدوء العيد المُثقل ذكرياتٌ يا صديقي، لم أشعر أنني في موسم أعياد إلا بعد رحيله، كانت ذاكرتي مُتجهةً للأمس، لعهد الحياة في الوطن، قبل أن تكتسح الحرب نفوسنا، وقبل أن نحُّنُ لأرصفة الطفولة، الحرب سلبت منا حق الفرح، وحق المُشاركة في يوم عيد.
حاولت هدم أسوار الصمتِ في ثنائياتنا انتصاراً على رُهبة السكون، وانتصاراً على الترددُ عندما تخجل الكلماتُ من نبض بوحها..
ماقبل الثنائية كُنت أبوح
وأثناءها
وبعدها
لِكُل مسافةٍ نكهتها، كما لِكُل سطرٍ نكهتهُ.
توهج خاطري، وسافر خيالي خرائِط قاراتٍ خمس، جاد قلمي، وفاض خيالي حتى أقلعتُ بأحلامي أطراف الفضاء، لأبحث عن جديد، ثُنائياتنا تجربة رائعة. صعدت قطارها بهدوء وتأني، في كُل محطة تركتُ شيئاً من كلماتٍ، ومن تعابيرٍ، سألتُ نفسي، هل تجد حروفي من يقرأها لدى كُل محطة؟ متى سأصل نهاية المحطة؟ ثنائياتنا محطاتٌ مفتوحة للجميع
أعاهدِ مرورهم بالوفاء لحرفي، حتى توقف العيد!
|