عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 07 / 2017, 53 : 08 PM   رقم المشاركة : [106]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد

[align=justify]صديقتي ..
اخترت لك اليوم بيتا شعريا لأبي البقاء الرندي وأحاول كتابة آخر على نسقه ..
يقول في رثاء الأندلس : تلك الأمور كما شاهدتها دول //// من سره زمن ساءته أزمان
وأنا أقول : وتلك الحياة كما عرفتها فرص //// من ساءه عيد سرته أعياد
ومن الأندلس وغرناطتها وقرطبتها الشبيهتين بمدينتي الحالمة أعرج بك على حديقة اللوكسمبورك الباريسية حيث مواعيد العشاق الحالمين وأهمس لك بما ترنم به جو داسان :
وحيدة أمام مرآتك
ترين نفسك حزينة
دون أن تدري لماذا
وقد تفعلين أي شيء
كي لا تكوني في مكانك
لو أنك تسمين حزنا
أو أن الحب لم يعد
سوى عادة
لا تحكي لي عن حياتك
فأنا أعرفها ، وحدتك
لو أنك تسمين حزنا
فقد خلقنا لننساه معا
الكلاب الضالة
ومن لا يفهمون
نحن نعرفهم ، ونشبههم
وغدا ربما ، بما أن كل شيء
ممكن أن يحدث في أي مكان
ستكونين هناك ، في الموعد
وسأعرف كيف أتعرف عليك
لو أنك تسمين حزنا
أو أن الحب لم يعد
سوى عادة
لا تحكي لي عن حياتك
فأنا أعرفها ، وحدتك
لو أنك تسمين حزنا
فقد خلقنا لننساه معا
الكلاب الضالة
ومن لا يفهمون
نحن نعرفهم ، ونشبههم

لكن قبل ذلك عليك ان تعلمي صديقتي أن مدينتي وإن فاح منها عبق النارنج والياسمين ، وبقيت بعض الأطلال الأندلسية شاهدة على زمان غابر تليد . ورغم ما أضفت عليها محاولات التجميل المصطنعة من رونق ، فإنها تغفو على ألم وتصحو على أنين .. مدينتي يا سيدتي ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب .. لكن شراهة الذئاب النهمة انتزعتها من فمها وبترت من أوصالها أجمل ما كانت تعتز به حين كان المحتل يهدهد خيلاءها ويدللها إلى أقصى درجة ، حتى حار أبناؤها بين الفرح لرحيل هذا المحتل وبين تمجيد من حل محله من ذئاب وضباع شرسة ..
نافورة المدينة التي أقيمت على أنقاض حديقة أندلسية حالمة كان من المفروض أن تثير إعجاب الأهالي .. لكن الرد جاء صادما للذئاب البشرية فأطلقوا عليها اسم "دموع الشعب" ..
ومع ذلك .. مدينتي تتأنق عند كل عيد وتخلق الفرح من لا شيء .. مدينتي لم يبق لها سوى الحب كي ترسله سهاما في قلوب الذئاب والضباع ..
وأنا ومدينتي لم نعد نأبه لهذا الحزن .. فهي حين تحس بما يعتلج في صدري من غم وهم تمد يدها بتفاحة أو برتقالة كبلسم لجراحي .. وأنا حين أطل عليها من أعلى الجبل وأرى ما يشبه الاستسلام عبر أرجائها ، أهمس لها بكلماتي مترنما :

بلاد العرب أوطاني ///// من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن /// إلى مصر فتطوان

فتتنهد تطوان وتبتسم لي فأغرق بين أحضانها أشبعها قبلا .. ونرحل معا في رحلة حلم ..
[/align]

https://www.youtube.com/watch?v=9BWPtUwviLo
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس