رد: بينها وبينه : عروبة ورشيد
يا لِحُزنك يا صديقي
أودعتُ مرآتي كل حُزن اختبأ في عينيّ، ابتعدت عنها مسافة غرناطة عن مدنيتي، فإذا بك تقرأ أحزاني عائداً إلى مملكة لُقيانا، عبر مُدننا التي سكنتنا، والتي تثشبهنا في أحزاننا !
قد تفرحُ الكلابُ الضالة إذا ما حزنا، لكنها أبداً لن تفرح لإتحاد أحزاننا، نبحت مدى أحزاننا فأنجزنا اتفاقية وئام مابين مشاعرنا تبادلنا الأحزان لِنُبددها!
لم أكن أعلم بأنك بارِعٌ في قِراءة مشاعري عبر الأثير، كُنت أحسبُ بأن مرآتي هي الوحيدة التي استودعتها أسراري، رغم صمتها فتنت، فقرأ الجميعُ أحزاني. تلك الخرساءُ مرآتي داريتها عنك، أعجبُ كيف تمكنت عيناك مِن تصفُحِها!
جو داسان من الأصوات التي أبكتني، عِندما قرأت نبأ وفاتهُ زاد في حزني وتراً أودعتهُ مِرآتي، لم أتمكن من نسيان ألمي، لقد وعد حبيبته بالنسيان فكان أن أهداها سطراً في مدى الأحزان ورحل، هكذا حدثتُ نفسي..
أشكرُ إهداءك الحزين المُفعم إنسانية، وأتوجه بالرحمة لروح جو داسان الذي أراد أن ينسى الحُزن فسكنهُ.
|