الى اخي وصديقي الحبيب ... عرفات سالم الخطيب
إلى أخي وصديقي الحبيب عرفات سالم الخطيب ...
رغم أن الله جبلني على الثورة والفكر الثوري والنضالي ..إلا اننى سأخاطبك بعيدا عن الثورة والسياسة ..
أعلم أن الله صنع الأقدار وجعل لنا فيها مسالك في هذا العالم الكوني الرحب .. وتوجنا بقيمة الرحمة ، والعطاء ، والإيثار .. والتسامح والعفو عن الناس .. ورد الخطيئة بالجميل .. لنعلم الناس حب العطاء .. والوفاء.
لم تدهشني تلك القيم التي عليها ترعرعت من تسامح ووفاء ..وإيثار وخدمة الضعفاء . فأهل "كفر سوم" عنوان محبة ، وثورة ونضال ، وتضحية .. وعائلة وعشيرة تزينت وتصدرت بأسمى معاني الأصالة العربية ..
حين تقطعت أوصال التواصل ، اختزلت لنا ما قدمته الشبكة الالكترونية كي تقفز وتختزل وتتحدى الصعاب .. فتجاوزت كل العقبات ، وفرضت وجودنا على كل المساحات .. وجعلت من الأعداء والاستعمار صغار أمام التحديات ..
كم تسعدك طبيعتي التلقائية .. والعبثية أحيانا.. والعقلية .. والوجدانية ..
وفي كل المرات، تراني قريب عليك كقرب النور إلى العين .. وكقرب الصلاة إلي العابد ..وكم تسعدني بهجتك .. وأنت تتحدي العقبات وتتجاوز المحن وتسعد الناس بشكل عام ، والضعفاء بشكل خاص حين يلجئون إليك وقت المحن ..
صديقي حياتنا معمدة بالتحديات ..في كل مجالات الحياة . وأنا عهدتك فارسا مقداماً لم تثني عزيمتك الشدائد والتحديات .. فتقدم وأنت تمتطي جوادك وسط الزحام .. ومهما تكدست الصعاب .
صديقي عرفات ...
من لم يعرف سجاياك يبقى بعيدا عن فهم كل خصال الآدمية ، ويكون كمن عاش بلا إدراك .. كالكاتب بلا أقلام .. كالرسام بلا ريشة وألوان ..
وليعلم المارقين أن المجد لا يصنع الرجال.. ولكن الرجال هم الذين في كل مرة يصنعون المجد ويضيئون شموع العز .. ويسطرون الحرية للمستضعفين في الأرض .. وينشرون لهم غطاء الأمن والأمان .
ليس كل المراوغين .. كل المصفقين ..والمداهنين .. إلا كالسحاب العابر ..
فكم داهموا الناس ، وحلوا ضيوفا على عواطفهم ؛ ورحلوا قبل زوال أثار حضورهم ..
أخي وصديقي الحبيب عرفات..
من لا يعرف الناس .. فقد عاش كمن لم يعش إلا على الفتات . ومن لم يعاشر الفرسان كمن عاشر الذل والهوان .. ومن عاشر العظماء ، كمن كتب الله له المجد والعلياء ..
أنا أخاطب الله فيك أن تكون رسول محبة ، تعطي كل الناس فيصنع الله لك مجدا في الدنيا .. وتضئ لك شمعه في الآخرة وقت الظلماء.
|