رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
مثلك أنا اليوم يا حبيبي ، بارا كنت..وأذكرك .شريكتك اليوم أضحت تشبه كثيرا جدتي ، وأمسيت أنا أشبهك كثيرا ..أتلبس بك لكأنني أنت ، حتى تمنيت أن أراني في المرايا أنت ، ولست أنا !! اليوم في بحر الحياة ، قد إعتلتني موجة من التعب ، والإنهاك ، والتفت حول رأسي عصافير الذكريات .. تنقر واحدة تلو الأخرى .. وتمد أجنحتها بلوحات قديمة ، وصور .. ولازال العرض مستمرا !! ترى لمن هذه الصورة ؟ إنها الفريدة ، الرشيدة حبيبتك ، وحبيبتي !! نعم هي والدتك ، وجدتي .. وإلى الجوار أنت تمشط الحرير النائم من شعرها .. والعطر في يديك .. تعطر كفها ، وحدود وجهها وتقبل جبينها .. وتسأل عن رأيها ،، هل أعجبك ؟؟ وتدعو لك بدعائها المفضل (..) هكذا كنت أتابعك ، لأسجل شريط حياتي القادمة .. وأنا أقسم سرا لا أحد يضاهيك في الحنان ، والبر بأمك .. وأخفت حديثي لنفسي .. سأفعل بأمي مثلما تفعل ، وأكثر .. أتعلم ..اليوم كبرت ، وكبرت كثيرا هلا تخيلت الأن ؟!.. اليوم شعرت بأنفاس العمر تتهدج .. وأصنع مني عكازا تتوكأه شريكتك .. يختلجني الخوف في صمت ، ورجفة تهتز لها روحي .. خائفة أنا مما يخلف الحاضر عند رحيله .. وأريد أن أرحل إليك ، فارا من عجلة الأيام ، وفجأة القدر ، وطاحونة الأحزان أراها تهتز ببطء تتأهب للعدو بقسوة ،
أماه لا تتركي من بدونك ، ليس سوى وجه زائف للحياة ..
ليس سوى ميت ، وبالمريا يتحرك في جسد تلك الفتاة ..
أماه لا تتركيني عيون تغط بحزن طويل وزفرة بألف آآآه ..
لا تفطمي وليدك على جوع .. وتطعمي فؤاد اليتيم بحرقاه ..
لا ترحلي فتزهقي أمل الوليد .. وتوقدي مشاعل اليأس بدنياه ..
بين السطور أكتب رسالتي عسى أن تصلك يا أبتاه .
|