27 / 08 / 2017, 13 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [90]
|
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
|
رد: همسات دمشقية
الهمسة 18
[align=justify]برجاءٍ نافدِ الصبرِ، توسَّلت إلي:
لا تتبعني.. فإنِّي أرغب الجلوس مع نفسي، حيث أشاركُها الاستمتاعَ بمتابعة أصابع قلبنا وهي تَجْدِلُ من فيض مشاعرنا حبلاً نربط به لحظتنا الحاضرة بذكريات ماضينا وأماني مستقبلنا، ونحن نَسمَرُ معاً على ضوء قنديل لا نكفُّ عن تغذيته بدموعنا وضحكاتنا كلَّ ليلة..
أطعتُها، وعلى عتبةِ الانتظار الطويلة، افترشتُ صبري على فراقها دهراً، ولهفتي للقائها دهراً، حتى كادت كينونتي تذوب يأساً، لولا أن خرجَتْ من خلوتها ذات فجر، لتزفَّ لي نبأ مولد سوريا شمساً طفلةً في سماء غد أوشكَ تَكَوُّنُه على الانتهاء..
على وَقْعِ بُشراها، استعاد قلبي طعم سوريا، وما أدراك ما طعمها..
طعمُ سوريا أزرقُ كرؤيا عاشِقَين بَزَغا فَجْراً..
طعمُ سوريا ما تَذَوَّقه قلبٌ إلا عَلِقَ بحبها من شغافه إلى سويدائه..
أما أبناؤها الذين أدمنوا طعمها، منذ نعومةِ وعيهم، فقد سُلبوا قدرةَ البُعدِ عنها؛ فإن اضطروا، سَكَنَتْ ذاكرةَ كلِّ خليةٍ من خلايا غربتهم، حتى يعودوا إليها..
[/align]
|
|
|
|