رد: همسات دمشقية
[align=justify]الهمسة (19)
يا لحبها الذي ينشرني على جبين العشق أغنيةَ ترابٍ مموسقةِ الكلمات على لحن سماوي شفيف..
يا لخضرة عينيها اللتين تمتدان طُهراً أزلياً يسمحُ لصلواتي أن تعبراهما أدعيةَ خشوع إلى الباري ولهفة: أَنِ اجعلْ مثوايَ الأخير فيها وقيامتي يومَ الدين منها..
يا لرقة رائحة الودِّ التي تنبعث من خشب شبابيكِكِ العتيقةِ ذكرياتٍ تعبقُ بالجمال وتتشكَّلُ في ملكوت العشق حقيقةً لا ينقضُها غيرُ وَقْعِ الاعتياد يتردَّدُ بين غمرات الأحلام مُثقلاً برتابة دقائق الراهن التي يصرُّ تواليها المُملُّ على إخباري بأنَّ حقيقتنا العشقية ما هي إلا مجردُ ذكرى مضت أو أمنية لمَّا تُولَد بعد.. ما هي إلا سراب، فيأبى القلب التصديق ويُصرُّ على أنَّ ما يجري حقيقة..
ألتفُّ بأشواقي إليكِ وأنا بحضرتك، وحين أغيب فيكِ أظل أُسائل نفسي هلِعاً: كيف كنتُ سأفعل لو جننتُ يوماً وابتعدتُ عنكِ؟ كيف، وقد خَبِرْتُ عياناً ويقيناً أنَّ لذةَ طعم الحبِّ في الشهود أضعاف لذةِ الشوق في الغياب؟
يلومونني في عشقكِ سائلين، باستغراب: إلى متى؟! فأجيب صادقاً: إلى أن يُغيِّبَني الله في ثراها، ويأذنَ لذراتِ ترابي أن تضيع مُتَّحِدةً بذراتِ ترابها.[/align]
|