رد: أبويـــــــــــات أدبيــــة. . !
[align=justify]إلى من حباني الله بها وبجوهر حنانها وإرث إثارها وجعل الجنة تحت قدميها . .
عِمْتي صباحاً وملأْتي قلبي فرحاً ، فقد أجزلتينني عطاءً وأوفيتينني هناءً بلآلي حرفك الوضئ ، فعجبت أن تنتابك هذه المشاعر نحوي وأنا الذي كنت أتمرد عليك من حِيْنٍ وآخر لتلبي مطلبي الطفولي وكنتِ فقط بنظرة عتبٍ منك ألف وجهي بيدي ، لربما كنت تظنينه عناداً مني ولكن ما كان إلا كبرياء طفلٍ توهجت الشمس في وجهه فخشي منها أن تحرقه في صمتٍ وبصمتٍ أعود مبتسماً تارة أخرى وكأني أداهنها وما كانت مداهنةٌ ولكنه إنكسارٌ لشعاع حنانك النافذ في أعماق أعماقي فتأخذينني وكأنْ لم يكن تمرُّدي هذا إلّا دلالاً والحق أنه كان جبروتاً مني . . فأنت حقٌ أمٌ قد عجزت قدرتي على الخوض في محيطها . .
علمتُ من رسالتك هذه لماذا كان أبي دوماً يردد على مسمعي حينما كان يستذكر معي بعض دروس الحياة في خلوةٍ ؛ بأنّ للحس جواهر إن وُضع أنقاها وأصفاها على سفح جبل لأرداه هشيماً ، فها هي حروف مشاعرك جواهر نقية صفية لا تشوبها شائبة فهل يا ترى أقادرٌ أنا على حملها ووضعها على جبال مودتي لك هذه؟ ! أم شامخاتي تلك ما هن إلا تلال من تلالٍ صغارٍ شيدتها أنامل أطفال يلعبون بالرمال. .فلا أدري من أي ناحية أنظر إليها فأجد وكأن حروف الدنا كلها عجمها وعربها لم يكونا غير حرفين من حروف حاءك وباءك. .
فوالله يا أماه ، قد إشتدّ علي وهج شموس الأشواق لك ولأبي ولأخواتي الحبيبات فكم أتوه وأتوه بين دهاليس ليلي ونهاري وأنا أذرف أنّات الفراق ذرفاً في مجمعي و معزلي .. فلا يغنيني صفاء السماء ولا خضرة الأرض ولا لون الورود ولا خرير الأنهار ولا زُرقة البحار ولا حفيف الأشجار ولا تغريد الأطيار وقد حجبت آكام الحياة نضرة وجوهكم السمحاء الغراء . .
فكم وكم قد أعجبني نصحك الرشيد الذي كل ما أقرأ له حرفاً أزداد صُلبةً في ساعدي ورقةً في قلبي . . فكوني معي هكذا دوماً في بعدي وقربي فكم أحتاجك بل كل نبضة من القلب أو الوريد تناديك بل تستصرخك . .
وأخيراً أتركك ياريم أبي الفهد في رعاية الله وأرتال التحايا الدافقات للشقيقات الحبيبات . .[/align]
|