[عبد الحافظ بخيت متولى]

قبل أن أبدأ
تظل صورة طلعت سقيرق ماثلة أمام عيني لآخر لحظة في عمري، حيث استقبلني هنا منذ سنوات وكم شربنا معا قهوة الفكر والأدب والحوارات الجادة علي مائدة نور الأدب ،فتحية لذكراه في كل لحظة
وتظل الفضلى الكريمة هدى الخطيب من أغلى الناس عندي ومحفورة في كل مفرداتي بكل المعاني النبيلة ولها في عنقي دين كبير جدا ولا أعرف كيف أرد كثرتها علي
في البدء كان نور الأدب
جئت إلى هنا قديما على استحياء هاربا من منتديات كثيرة محلقا بشراعي بعيدا عن فرضي المنتديات ،قلت فلتحط السفينة على شاطئ النور في نور الأدب لتستريح قليلا ،لكني وجدته بحر لا ساحل له من الفكر والإبداع وجدية العمل فأغرقتني فيه ،وظللت أسبح فيه مع تشكيل جديد للوعي ،وتربية جمالية ،وليالٍ طويلة عشتها هنا سابحا مع التيار في هدوء الموج ورقة النسيم وأصداف لا توجد إلا في نور الأدب في كل القضايا ،التحمت كثيرا بذلك الدفء الإنساني مع كثير من الأصدقاء والمحبين ،ذلك الدفء الذي كان يغلف كل شئ حتي في خلافاتنا حول القضايا المختلفة
يظل نور الأدب من أهم العلامات الانسانية والفكرية في حياتي ،وسأظل مدينا له بجزء مهم من تشكيل الوعي عندي ،مع انشغالات الحياة تركت نور الأدب لكنه لم يتركني وتلك واحدة من مآثر هدى الخطيب عليَّ وكنت الخاسر حين تركته والآن أعود إليه مرددا
ما أحلى الرجوع إليه
تلك هي القهوة التي أحتسيها الآن ذات الطعم المختلف في شرفة نور الأدب المطلة على بحر العلم
كل المحبة لنور الأدب ولكل من شارك فيه ولو بكلمة