رد: مقامات أهل الإيمان " النادمون المستغفرون"
...الجسد يأكله الدود والعظام يبليها التراب, لكن النفس الإنسانية تبقى برائحة طيبة إن كانت من أهل الإيمان, و برائحة خبيثة إن كانت من أهل الفسوق و العصيان. فالنفس الإنسانية تحمل من رائحة العمل طيبا أو خبثا,ولهذا وجب أن نفهم أن الحرام خبيثة من الخبائث,إذا اقترفها العبد إتسخت نفسه.نحن لا نرى ذلك لكن الله تعالى يرى ذلك,والملائكة الكرام يرون ذلك,بهذاالمعنى وهذاالميزان يجب أن نفهم كتاب الله عزوجل وأحاديث رسول الله(ص)التي تؤكد بأن النفس البشرية تتأثربالأعمال الصالحة صلاحا وطيبة ونوراوبهاء, و تتأثربالأعمال الطالحة قبحا ونجسا ونتانة.فحين يقول الله تعالى"يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا,وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء,إن الله عليم حكيم" فالمعنى نجاسة النفس,لأن البدن يمكن أن يكون نجسا ويتطهر ويتطيب,أما الطهارة الروحية فإنما تكون في النفس لا في البدن..ولأنه بضدها تعرف الأشياء,ومقابل ذلك نجده في حديث رسول الله(ص)الذي يقول فيه:"إن المؤمن لا ينجس"وللحديث قصة,ذلك أن أبا هريرة(ض) كان يوما خارجا من بيته وهوعلى جنابة,فإذابه يبصررسول الله(ص) قادما,فتجنبه حتى لا يسلم عليه وهوعلى جنابة,فلما لقيه النبي (ص) فيما بعد سأله:"يا أباهريرة ما حملك على أن تتنحى إذرأيتني؟ فقال أبو هريرة "يارسول الله كنت على جنابة فكرهت أن ألقاك وأصافحك. فقال (ص)ياأبا هريرة,إن المؤمن لا ينجس"مع العلم أن الجنابة من النجاسة التي وجب على المسلم أن يتطهرمنها,ولكن المصطفى (ص) يقصد أن نفس المؤمن طاهرة,وإنما تطهرالنفس المؤمنة وتداوم على طهارتها بالصلوات وبالأذكاروبتلاوة القرآن والصلاة على سيدنا محمد(ص) و تجديد النية والتوبة ومداومة الإستغفار,ففي ذلك جلاؤهاونصاعتها و بياضهاونقاؤها,لأن الأصل في النفس المؤمنة أنها طيبة وطاهرة,ولذلك أيها المسلم إذاهمت نفسك بمحرم من المحرمات,زنا أوخمرا أوقمارا أو زوراأو سرقة أوبهتاناأوتعديا أوعدوانا,فتذكرأن الذنوب كلها لها طبيعة واحدة,الدنوب دنس ووسخ.فبادرإلى تخليص نفسك من دنسها ووسخها وسارع إلى تنظيف نفسك من أدرانها التي لحقت بها كما تسارع إلى تنظيف بدنك وثوبك إدا حاق به ما يوسخه ويلطخه...
للحديث بقية
|