في الذكرى السادسة لرحيل أخي طلعت..
[align=justify]ما أصعب أن يَطلبَ إنسانٌ من نفسه العثورَ على كلمات ترثي بها مَن كان مرآتَها الصادقة، لخمسة وثلاثين عاماً..
في نفس الشهر ونفس العامِ وُلِدنا، ونفسَ الاختصاص الجامعي اخترنا، وبنفس المهنة عملنا، وتقاسمنا هموم الحياة معاً، ومعاً تشاركنا الكثيرَ من الأحلام والكثير من الآمال والآلام...، معاً مشينا وبكينا وضحكنا، ومعاً انفعلنا بما مرَّ بنا من أحداث، ومعاً عَبَّرنا عن انفعالنا بها شعراً ونثراً...
ولكن اللهَ شاء له أن يرحلَ قبلي، لأفقدَ برحيله مرآة نفسي، ولتظلَّ ذكراه باقية في نبض حروفي وامتدادات عباراتي..
لا يطلبَنَّ أحدٌ مني أن أرثيَه، لأنه ما زال حيّاً في ذاكرتي، والرثاء للأموات فقط..
لا يطلبَنَّ أحدٌ مني أن أُعدِّد مناقبهَ ومآثره، لأنَّ في كلِّ مَنْقَبَةٍ منها تذكيرٌ بما أضفاه على شخصيتي من خُلُق، وفي كلِّ مَأْثَرَةٍ إشارةٌ إلى ما أهداه لي من فضل..
لا يطلبَنَّ أحدٌ مني أن أتحدَّثَ عنه، كيلا أُتَّهمَ بأنني أتحدث عن نفسي من خلاله..
لكن، وعلى الرغم من كل ما ذكرتُه انفعالاً وحباً صادقاً، لا أملكُ حين أهبط من فضاءات عواطفي إلى قسوة الواقع، سوى أن أقولَ مُسَلِّماً ومستسلماً لمشيئة الله: رحم الله أخي طلعت، وأسكنه فسيح جنانه.. فقد كان نِعمَ الأخ ونِعمَ الصديق الصدوق..[/align]